إقالة شباط وزوجته هل هي إشارة لنهاية المقاولة الحزبية العائلية؟

4 أغسطس 2024
إقالة شباط وزوجته هل هي إشارة لنهاية المقاولة الحزبية العائلية؟

المعركة

إقالة شباط وزوجته هل هي إشارة لنهاية المقاولة الحزبية العائلية؟
بقلم: حفيظ الزهري

المحكمة الإدارية بفاس تصدر حكمها في إقالة “شباط وزوجته” من مجلس المدينة.
هذا ليس مجرد خبر عادي بل هو كشف لما وصلت إليه الممارسة الحزبية في بلادنا. حيث الزعيم لا تحلو له عضوية البرلمان أو مجلس جهوي أو جماعي او … إلا بموافقة زوجته أو إبنه أو إبنته أو كلهم جميعا…
فساد الممارسة الحزبية أثر بشكل كبير على العمل السياسي، حيث أصبحنا أمام وضع حزبي مقاولاتي عائلي.. فهناك من ورث الحزب بموضفيه ومكتبه السياسي ومجلسه الوطني والبرلمان ومهرجان تبوريدة بسهراته لإبنه …
وهناك من ورث وضع يده في يد زوجته ولبسا اللباس التقليدي ليتمتعا بالصور من داخل القبة…
شباط لم يكن الوحيد لم يكن الأول ولن يكون الأخير.. فلا حزب يخلو من سيطرة العائلة … العائلة الحاكمة التي تعتبره بمثابة مقاولة عائلية متعددة التخصصات: فتارة يتحول لمقاولة لبيع التزكيات كلما حل موعد “سوق” الإنتخابات، وتارة يتحول لمكتب وساطة لتحقيق الأمنيات مقابل خدمات لأرباب المقاولة الحزبية..
ففي كل حزب تجد إبن الزعيم أو إبنته أو أخته أو زوجته ولما لا حتى “نسيبتو ونسيبو والجدة والجد….” هم قادة الحزب.. الآمرون والناهون بالقانون وليس خارج القانون…
في ظل هذه الوضعية لا نرى في أحزابنا سوى الأطلال وتاريخها من الماضي، منفصلة عن الجماهير ومصلحتها ضيقة لا تتجاوز العائلة الدموية وليس السياسية، فأصبح من السهل إقناع ملحد بدخول الإسلام من أن تقنع المثقف والنخب بالإنخراط في أحزابنا.
الخلل بالطبع لا تتحمله فقط النخب السياسية الحزبية التي غادرت الممارسة الحزبية تاركة الميدان للمقاول السياسي يعبث بالمشهد الحزبي كما يحلو له. حيث أصبح المثقف مجرد مياوم سياسي لدى هذا المقابل الحزبي. يكتب له خطبه، ويحلل أفعاله وينظر له كيف يحافظ على مكاسبه داخل الحزب المقاولة.. بل يتحملها الفاعل المدني كذلك الذي تحول بدوره لخادم عند “مول الشكارة” مختص في تبييض وجهه لدى المواطن وبماله عبر أنشطة مشبوهة كالمهرجانات.، والجنائز والمخيمات الصيفية….
لقد أصبحنا في حاجة لميثاق أخلاقي حزبي يعيد للممارسة الحزبية دورها داخل المجتمع المغربي، بعد الإشارات التي بعثت بها الدولة عبر تحريك سلطة القضاء ضد الفساد في مختلف الجماعات الترابية للمملكة، وهي إشارة للفاعل السياسي لتغيير جلده وملاءمة تفكيره وسياسته مع التوجهات الاستراتيجية للدولة ..

المغرب يتغير..

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق