المعركة/حفيظ الزهري
يتساءل متتبعون عن السر في إختفاء عدد من الوجوه والقيادات السياسية عن مسرح الأحداث وهم الذين كانوا يملؤن قبة البرلمان ومجالس الجماعات الترابية وفضاءات المشهد الاعلامي ومواقع التواصل الإجتماعي صياحا في المرحلة السابقة !
السؤال حول سبب هذا الغياب غير المفهوم، تحول إلى أسئلة فرعية متعددة، فهل هو راحة بيولوجية بعد استحلاء مذاق الريع المؤسساتي؟ أم في الأمر تربص بصيص أمل للعودة إلى أريحية الكراسي وامتيازات المسؤوليات التي صعب عليهم فطامها؟! أم أن هذا الصمت المريب وراءه خشية ملفات تركوها في مكاتبهم ويخافون تعريتها من طرف من إستخلفهم في الأمر؟!!
اختفاء القيادات السياسية خاصة التي كان لها حظ من المسؤولية الوزارية، ذكرني بقصة زوجتين اتفقتا على قتل زوجهما البخيل للاستفادة من أمواله التي حرمن منها، حيث تم تصفيته ودفنه في حديقة المنزل ولتمييز قبره زرعتا فوقه القزبر، ولما حان وقت اقتسام التركة، تشاجرتا فكانت الزوجة الصغيرة في كل مرة تهدد الزوجة الكبيرة بكشف ما تحت القزبر وترد عليها الزوجة الكبيرة بأن تهددها بما تشاء إلا حديث ما تحت القزبر مخافة كشف المستور الذي سيفضحهن الاثنين.
فهل لسكوت واختفاء وزراء وسياسيو المرحلة السابقة علاقة بما تحت القزبر والخوف من انكشاف المستور؟ ام أن الظواهر الصوتية انتهت صلاحيتها بمجرد النزول عن الكراسي والمكاتب المكيفة؟
انها حكاية قوم ثبت اليوم أنهم مجرد أبطال من ورق تم صناعتهم على المقاس وبتواريخ محددة الصلاحية، حيث لم نعد نسمع لهم صوتا ولا موقفا بمجرد خروجهم من أرائك المؤسسات، فهل هي خشية من مستور ؟! أم وعد منظور بحثا عن عبور أخر نحو ريع جديد ولو كان أقل نعومة من سابقه؟
أين وزراء العدالة والتنمية الذين ظلوا يصرخون ويتوعدون؟ أين رؤساء الجهات؟ أين وزراء الحركة الشعبية الذي نزلوا بالمظلات؟ أين وزراء الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية هل ترقوا بعيدا عن الشعب؟.
لماذا كل هذا السكون والهدوء الذي يشهده المشهد السياسي المغربي؟ هل نتجه نحو تكريس مبدأ التقاعد السياسي؟ مرت مائة يوم على الحكومة وكان الأمر عادي حيث لم نشهد صراخ الإتحاديين والحركيين والعدلويين.. أين هؤلاء من تأطير الشارع المغربي؟ جفاف وغلاء مواد الإستهلاك بدون شك صمت هؤلاء سيزيد من اتساع الهوة بينهم وبين المواطن.
عذراً التعليقات مغلقة