المعركة
النتائج التي أسفرت عنها انتخابات اللجان التمثيلية الأخيرة على مستوى القطاعات العمومية ذات القاعدة الجماهيرية المنتمية للطبقة المتوسطة تحتاج لأكثر من قراءة من حيث تداعياتها على الخريطة السياسية المقبلة.
ميزتان وسمتا هذه الإنتخابات هما هزيمة الذراع النقابي للحزب الحاكم العدالة والتنمية، وفوز للمستقلين بمراتب متقدمة مما يطرح تساؤلات حول مدى التواجد الميداني لباقي النقابات.
هزيمة نقابة العدالة والتنمية يمكن اعتبارها نتاج تصويت عقابي من قبل الطبقة المتوسطة للقرارات التي اتخذتها حكومة سعد الدين العثماني والتي مست في غالبيتها القدرة الشرائية لهذه الطبقة.
كما يمكن اعتبار هذه الاستحقاقات فرصة لتقييم العمل النقابي والذي ليس بمعزل عن السياسي من قبل جزء مهم من الكتلة الناخبة التي كانت ترجح في السابق كفة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية والجماعاتية، مما يطرح سؤال المستقبل المجهول الذي ينتظر هذا الحزب في انتخابات شتنبر المقبلة، فهل سيتعرض حزب الخطيب للتصويت العقابي كما حصل مع ذارعه النقابي؟
لكن ما هو مثير للانتباه في نتائج هذه الانتخابات هو صعود تمثيلية المستقلين الذين أصبحوا يزاحمون النقابات التاريخية، حيث يمكن القول أن هذا الصعود بمثابة إنذار لكل النقابات بدون استثناء من أجل إعادة نظرها في طريقة تأثيرها للعمل النقابي ومعالجة ملفات الطبقة الشغيلة.
لكن هناك من يعتبر صعود المستقلين ورقة يمكن أن تكون لعبتها العدل والإحسان والعدالة والتنمية دخول التنافسية حول التمثيلية بعيدا عن بطاقة الإنتماء السياسي وهي خطة غالبا ما تستعملها التنظيمات السرية والخارجة عن المؤسسات الشرعية لكسب قاعدة جماهيرية.
عذراً التعليقات مغلقة