المعركة
خطاب المسيرة الخضراء: إعلان التغيير في ملف الصحراء
نوفل البعمري
إذا كان خطاب الملك أثناء افتتاح البرلمان قد أكد فيه على الانتقال من مرحلة التدبير، تدبير الملف و تفاصيله ، تدبير توازناته الإقليمية و الدولية، تدبير النزاعات الاقليمية بما يتواءم و قضية الصحراء…إلى مرحلة جديدة و هي مرحلة التغيير ك، تغيير في ميزان القوى لصالح المغرب و الأطروحة التي قدمها، فإن خطاب المسيرة الخضراء لهذه السنة بالنَّظر إلى مختلف المتغيرات التي شهدها الملف و المستجدات السياسية المرتبطة بالنزاع بدءًا بزيارة ماكرون للمغرب و إعلان موقف فرنسي رسمي بالاعتراف بمغربية الصحراء و ترجمة ذلك على مستوى مختلف المنصات الدولية إلى قرار 2756 الأممي الذي أكد على فشل الاطروحة الجزائرية و انهيارها الكلي، خاصة مع المحاولات التي قام بها المندوب الجزائري بمجلس الأمن الذي أراد تحويل عضوية بلاده الغير الدائمة لمجلس الأمن إلى منصة للتأثير في مسار ملف الصحراء بما يخدم أجندة بلاده، و التي انتهت كلها بالفشل و بالمقابل دفعت في اتجاه تعزيز مسار الملف نحو الطي على أرضية مبادرة الحكم الذاتي.
خطاب المسيرة الخضراء لهذه السنة سيكون و بلا شك إعلان واضح عن خارطة طريق جديدة، خارطة طريق تعكس التغيير الذي حققه المغرب ، خارطة طريق تنتقل بالملف نحو مستوى أخرى من مستويات التدبير الداخلي، من خلال خلق بيئة مؤسساتية و محلية ذات بعد اقتصادي، تنموي و سياسي قادرة على تنزيل و تنفيذ مقتضيات الحكم الذاتي.
لم يتبقى للمغرب اليوم غير الذهاب في السرعة القصوى نحو البدء في تنفيذ مخططه الذي حاز على اعتراف دولي و دعم غربي و مساندة عربية و تبني لمختلف عناصره من طرف مجلس الأمن.
خطاب المسيرة الخضراء لهذا السنة، لن يكون في تقديري تاريخي، بل علامة فارقة في تاريخ الملف بالانتقال به لمستويات جديدة من التغيير نحو الطي النهائي.
عذراً التعليقات مغلقة