الحب في زمن الكورونا
بقلم: ذ. نادية بوشلوش عمران*
هو الحب في زمن الكورونا ،لا يعرف مستحيلا و لا يختبأ كحبة الخردل في عالم الغيب ،هو الحب الشاحب المقهور بين الإرادة و بين الخضوع لضعيف غالب ،و اقوي لا يقهر ،جند من جنود الله مرسول في شكل فايروس كورونا
كيف يا حبيبي ستحملنا الشمس بين جفنيها لنشفى و طيف الفايروس يلتصق بنا و يعمل كألاف الجيوش تقتل تهدم تصفع و تبتسم.
يا روح الروح :
و أنا أكتب لك هاته الرسالة ، أرتعش بالحمى و بالقهر و بضيق التنفس ،عساني أتخلص من سجن جسدي و كل هواجسي لهذا المرض اللعين ،يقولون أنه جاء من الصين ،هو زمن طريق الفيروس و ليس طريقا الحرير. ألا و أسفاه على قوافل الحرير لو عرفت زمن كورونا…..
يا كبدي :
و يا يا أيها القلب الذي أحب و خلقت له ،جبلت له و كنت العرش و الملكوت و الحب و الحياة و الشيهان العربي الأصيل و الأسد و الفارس و الشاعر ، و إشراقة صبحي و مسائي ، و باقي كل حياتي و كل من مر من ذكرياتي و كل ما أملكه من ملكوت….
حبيبي :
القمر عند شرفتي بالليل الرومانسي الصامت ، يحذثني عنك و أنا في فراشي أرتعش حمى الكورونا ،حبيبي لازلت أعراض المرض تظهر في رويدا رويدا ،و لا أحبذ فكرة وجودك هنا ،حتى لا تمرك العدوة مني .أعلم حبك و إخلاصك
كحكحكحكح كحكحكح
حبيبي:
زمن الحب في الكورونا زمن صعب ،كزمن الحب في الكوليرا ،كلاهما وباء في وباء ،و يا قرة عيني ،إنني أحيانا أهتف بإسمك في لحظات الضعف و أتمنى فعلا وجودك بقربي حتى تواسيني ،لو رحت سيبقى جسدي بين يداك تدثره
و الروح فراشة بيضاء بأجنحة بيضاء شفافة تدور من حولك بالعوسج و بالياسمين تشهد دفني
هلوسات مرضي ،لا تأخدني عليها إن نسيت الخطورة و إن أخطأت في الرغبة بقربك
لا تآخدني إن أخطأت أو نسيت
صمت صاخب يناطح كل أفكاري ،لا يدعني أفكر في النهاية ،لأن من يحب لا يريد الهجرة إلى الديار الأخرى و ترك حبيبه
زمن قاتل صعب قوي يا حبيبي ، زمن الحب في زمن كورونا ،كم بت أحلم بأن تهواني و أهواك . و حين كتب الله لنا الحياة ،ضعفنا و تقهقرنا و لم نستطع الكره و لا الرجوع إلى نقطة الصفر
أحبك
أعشقك
أهواك في زمن الموت و زمن المرض ، كل لحظات السعادة لازالت بين عيناي مرسومة هنا يخلدها القلب بأمل الحب بظهور البنفسج و بألوان شقائق النعمان ، عروسة بثيابها البيضاء باسمة و عريس بقوله الأبيض فراشة الربيع بين حقول البراري الخضراء المزهرة بكل زهور الجنة ، و موسيقى راقصة على أنوار الشموع و ليلا على نور القمر جلسنا تعزف معزوفة المنولايت، و إنتظرنا سويا لحظات شروق الشمس معا ، نتهامس نتغازل تتراقص و نغرس الفل و الياسمين و الزهر في شفق الشمس التي كانت تشرق في عيوننا الشرقيتين
حبيبي
زمن و ذكرى و موسيقى حالمة و فرحة لازالت على شريط شعري ،عناقد العنب تتدلى على مياه البحيرة الخضراء و أوركيديا تكتب فيها أسامينا و تمحوها لحظات مطر ناعم. و أغاني فيروز تملئ عينينا حبا.
حبيبي
أظن أن الحمى لازالت ترتفع و كورونا ، تتخبط في جسدي كما تحب و حياتي ما بين قوسين ، ضعف في ضعف من قوي ضعيف يتغزل في بفايروس الكورونا في قصيدة تائرة جبارة قوية عنيفة ،
هل سات بدون عقاقير ،و كأنني عاصفة من الجنون تبحث عنك ، كتبت إسمك في قلبي. هلوسات اللعنة كل يوم…
حبيبي
أنفاسي ، ما بين صعود و هبوط تحتضر ، الفراشات ترقص في شكل دائرة أمام أعين و ألمح ألمك من بعد و حزن عينيك
حبيبي
لا تقترب لا تبتعد لا ،،،، إذهب لا أريدك معي أن تراني في لحظات الضعف . أهون علي أن ترحل رغم ذلك الحب.
حبيبي
تبا أو ألف تبا لهذا الحب و اهانه الكورونا تبقاو ألف تبا ، لهذا الحب الذي لم يكتمل في زمن كورونا.
*الكاتبة المغربية الأندلسية نادية بوشلوش عمران
عذراً التعليقات مغلقة