الحب في زمن الكورونا

27 يونيو 2021
الحب في زمن الكورونا

الحب في زمن الكورونا 

بقلم: ذ. نادية بوشلوش عمران*

هو الحب في زمن الكورونا ،لا يعرف مستحيلا و لا يختبأ كحبة الخردل في عالم الغيب ،هو الحب الشاحب المقهور بين الإرادة و بين الخضوع لضعيف غالب ،و اقوي لا يقهر ،جند من جنود الله مرسول في شكل فايروس كورونا
كيف يا حبيبي ستحملنا الشمس بين جفنيها لنشفى و طيف الفايروس يلتصق بنا و يعمل كألاف الجيوش تقتل تهدم تصفع و تبتسم.

يا روح الروح :

و أنا أكتب لك هاته الرسالة ، أرتعش بالحمى و بالقهر و بضيق التنفس ،عساني أتخلص من سجن جسدي و كل هواجسي لهذا المرض اللعين ،يقولون أنه جاء من الصين ،هو زمن طريق الفيروس و ليس طريقا الحرير. ألا و أسفاه على قوافل الحرير لو عرفت زمن كورونا…..

يا كبدي :

و يا يا أيها القلب الذي أحب و خلقت له ،جبلت له و كنت العرش و الملكوت و الحب و الحياة و الشيهان العربي الأصيل و الأسد و الفارس و الشاعر ، و إشراقة صبحي و مسائي ، و باقي كل حياتي و كل من مر من ذكرياتي و كل ما أملكه من ملكوت….

حبيبي :

القمر عند شرفتي بالليل الرومانسي الصامت ، يحذثني عنك و أنا في فراشي أرتعش حمى الكورونا ،حبيبي لازلت أعراض المرض تظهر في رويدا رويدا ،و لا أحبذ فكرة وجودك هنا ،حتى لا تمرك العدوة مني .أعلم حبك و إخلاصك

كحكحكحكح كحكحكح

حبيبي:

زمن الحب في الكورونا زمن صعب ،كزمن الحب في الكوليرا ،كلاهما وباء في وباء ،و يا قرة عيني ،إنني أحيانا أهتف بإسمك في لحظات الضعف و أتمنى فعلا وجودك بقربي حتى تواسيني ،لو رحت سيبقى جسدي بين يداك تدثره
و الروح فراشة بيضاء بأجنحة بيضاء شفافة تدور من حولك بالعوسج و بالياسمين تشهد دفني
هلوسات مرضي ،لا تأخدني عليها إن نسيت الخطورة و إن أخطأت في الرغبة بقربك

لا تآخدني إن أخطأت أو نسيت

صمت صاخب يناطح كل أفكاري ،لا يدعني أفكر في النهاية ،لأن من يحب لا يريد الهجرة إلى الديار الأخرى و ترك حبيبه
زمن قاتل صعب قوي يا حبيبي ، زمن الحب في زمن كورونا ،كم بت أحلم بأن تهواني و أهواك . و حين كتب الله لنا الحياة ،ضعفنا و تقهقرنا و لم نستطع الكره و لا الرجوع إلى نقطة الصفر
أحبك
أعشقك
أهواك في زمن الموت و زمن المرض ، كل لحظات السعادة لازالت بين عيناي مرسومة هنا يخلدها القلب بأمل الحب بظهور البنفسج و بألوان شقائق النعمان ، عروسة بثيابها البيضاء باسمة و عريس بقوله الأبيض فراشة الربيع بين حقول البراري الخضراء المزهرة بكل زهور الجنة ، و موسيقى راقصة على أنوار الشموع و ليلا على نور القمر  جلسنا تعزف معزوفة المنولايت، و إنتظرنا سويا لحظات شروق الشمس معا ، نتهامس نتغازل تتراقص و نغرس الفل و الياسمين و الزهر في شفق الشمس التي كانت تشرق في عيوننا الشرقيتين

حبيبي

زمن و ذكرى و موسيقى حالمة و فرحة لازالت على  شريط شعري ،عناقد العنب تتدلى على مياه البحيرة الخضراء و أوركيديا تكتب فيها أسامينا و تمحوها لحظات مطر ناعم. و أغاني فيروز تملئ عينينا حبا.

حبيبي

أظن أن الحمى لازالت ترتفع و كورونا ، تتخبط في جسدي كما تحب و حياتي ما بين قوسين ، ضعف في ضعف من قوي ضعيف يتغزل في بفايروس الكورونا في قصيدة تائرة جبارة قوية عنيفة ،
هل سات بدون عقاقير ،و كأنني عاصفة من الجنون تبحث عنك ، كتبت إسمك في قلبي. هلوسات اللعنة كل يوم…

حبيبي

أنفاسي ، ما بين صعود و هبوط تحتضر ، الفراشات ترقص في شكل دائرة أمام أعين و ألمح ألمك من بعد و حزن عينيك

حبيبي

لا تقترب لا تبتعد لا ،،،، إذهب لا أريدك معي أن تراني في لحظات الضعف . أهون علي أن ترحل رغم ذلك الحب.

حبيبي

تبا أو ألف تبا لهذا الحب و اهانه الكورونا تبقاو ألف تبا ، لهذا الحب الذي لم يكتمل في زمن كورونا.

*الكاتبة المغربية الأندلسية نادية بوشلوش عمران

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق