الحقوقي البغدادي: رحيل الأستاذة هاجر الياعكر لم يترك لأرواحنا فرصة للاتزان

14 أبريل 2025
الحقوقي البغدادي: رحيل الأستاذة هاجر الياعكر لم يترك لأرواحنا فرصة للاتزان

المعركة

كلمة تأبينية في حق الفقيدة هاجر الياعكر

بقلم: البغدادي أحمد حقوقي وإطار بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل

بقلوب يعتصرها الألم، وعيون يملؤها الدمع، نودع اليوم ابنتنا، أختنا، زميلتنا، هاجر الياعكر، التي رحلت عنا في مشهد مؤلم وصادم، لم يترك لأرواحنا فرصة للاتزان، ولا لعقولنا مساحة للفهم.

هاجر، الشابة الهادئة، المكونة المثالية، التي عرفت بانضباطها المهني، وطيبتها التي لا تخطئها القلوب، وأخلاقها العالية التي كانت جواز مرورها إلى قلوب الجميع، قتلت بطعنة غادرة، من يد من كان من المفترض أن يتلقى منها العلم، لا أن يسلبها الحياة.

شاءت الأقدار أن يكون يوم دفنها هو يوم عيد ميلادها الثلاثين، وكأنها ولدت ورحلت في اليوم ذاته، لتظل ذكراها محفورة في وجداننا إلى الأبد.

لكن رحيل هاجر ليس مجرد مأساة شخصية، بل جرس إنذار يدق بقوة في وجه الجميع. شبابنا لم يعد يكفيه أن نلقنه دروسا ومهارات تقنية فقط. نحن في حاجة ماسة إلى إعادة الروح لمؤسساتنا، بأن نجعل فيها مكانا حقيقيا للأخصائي الاجتماعي، وللدعم النفسي، وللإصغاء والاحتواء، وأن نجعل من فضاءات التكوين والتأهيل فضاءات خالية من العنف، مليئة بالأمان، مبنية على الثقة والتوازن النفسي.

 

ما حدث لهاجر ليس حادثا عابرا، بل جريمة في حق التعليم والتكوين المهني، في حق القيم، في حق المجتمع كله.

 

رحم الله هاجر الياعكر، وأسكنها فسيح جناته، وجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وربط على قلوب أهلها ومحبيها، وألهمنا جميعا القوة لنحول حزننا عليها إلى فعل مسؤول يجنب غيرها نفس المصير.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق