بقلم: حفيظ الزهري
هناك فرق كبير بين التواصل الوسائطي والتواصل السياسي.. وما تمارسه الحكومة اليوم هو التواصل الوسائطي في الوقت الذي هو من المفروض ممارسة التواصل السياسي وتقنية تدبير الأزمات…
مع الاسف لم يستغل التدخل الملكي، لتحويل الأزمة إلى نقلة نوعية في العمل الحكومي والتواصل الحكومي ليس فقط وطنيا بل دوليا كذلك باعتباره ضمانة من أعلى سلطة في البلاد للمستثمر المغربي والأجنبي، لتقليص مدة الأزمة عبر انتاج سياسة تواصلية تسويقية معززة بالتراكمات الدبلوماسية التي جعلت من المغرب منصة استثمارية عالمية بامتياز.
الحكومة الحالية يغيب عنها الحس السياسي والجرأة التواصلية، حيث يسكنها هاجس الخوف من ردة الفعل، والمسؤول الذي يخاف من ردة فعل الٱخر لن يصبح مسؤولا ناجحا.
فما تحتاج له الحكومة في هذه الظرفية العابرة بدون شك، هو تكثيف الجهود لكسر الجمود الذي تعرفه سياستها التواصلية في جميع القطاعات الوزارية، لتجاوز سوء الفهم لبعض قراراتها التي رفضها الشارع بسبب سوء تدبير للسياسة التواصلية.السياسة التواصلية قبل أن تكون ممارسة فهي أفكار وليدة اللحظة تحيط الحدث من جميع الجوانب، معتمدة على ثلاث نقاط أساسية: أولا الشرح والتفسير والتوضيح، ثانيا تقديم الحلول عبر مراحل، ثالثا التسويق.
فالتواصل في زمن الأزمة يحتاج لأفكار لا تنحصر في نقل الخبر بل تحتاج لأفكار قادرة على تحويل الأزمة إلى نقطة إيجابية تستغل وفق استراتيجية تواصلية قابلة للتعديل في أي لحظة للتسويق لصورة إيجابية بشكل مفهوم لقراراتها ومبادراتها بطريقة شفافة بعيدا عن لغة الخشب ولغة “الغالب الله”.
خلال البدايات الأولى لأزمة جائحة كورونا تم استغلال جميع الإمكانيات التواصلية لدى الدولة لتقريب المواطن من فهم ما يدور حوله وهو في عز الحجر الصحي، حيث لوحظ تنسيق كبير بين مسؤولي التواصل بجميع القطاعات الوزارية، وفق استراتيجية تواصلية شعارها الانفتاح على وسائل الإعلام وطنية ودولية وبدون تحفظ حيث استطاع الجميع تحويل الأزمة إلى صورة إيجابية عن المغرب داخليا وخارجيا كبلد استطاع تدبير الجارحة بنجاح.
الجفاف وغلاء الأسعار تزامنا مع تبعات أزمة كورونا ومع حكومة في بداية اشتغالها لكنها تشتغل في صمت وسكون يجعلها محط انتقادات، وبالتالي فحكومة عزيز أخنوش تحتاج للشجاعة التواصلية والانفتاح على الاعلام بشكل يومي وعلى مدار الساعة ولايجب ترك الفراغ للشائعة التي تحول المواقع من الهجوم للدفاع، الأخير الذي يحتاج لمجهودات مضاعفة تستنزف الطاقة وتكون نتائجه غير مضمونة.
عذراً التعليقات مغلقة