المعركة/حفيظ الزهري
خبر التعديل الحكومي ليس بخبر جديد لأن كل المغاربة يعرفون أن حكومة عزيز أخنوش تمر بأزمة داخلية صامتة لتزامنها مع أزمة إقتصادية عالمية خانقة أثرت على الواقع الاجتماعي للمواطن المغربي، مما يجعلها في حاجة لدماء وكفاءات ذات وزن وعلاقات سياسية تتعدى حدود المملكة، قادرة على التواصل وايجاد الحلول البديلة وبعث الامل في المستقبل.
التعديل الحكومي أصبح واقعا يفرض نفسه وسبق لجريدتنا أن كانت السباقة للإشارة إليه، لكن ماجاء في مقال “جون أفريك” هو نوعية التعديل والمستهدف في التعديل ونشر إسمين لوزيرين يراد اقتلاعهما من كرسي الإستوزار.
– أولا نوعية التعديل: الملاحظ أن جون أفريك ركزت في مقالها على تعديل وزير بوزير يعني تعديل قطاعي صغير وليس موسع وإعادة لتشكيل الحكومة كما مطالب بذلك يعني حصري.
– ثانيا المستهدف بالتعديل: جون أفريك في مقالها أخبرتنا أن التعديل المرتقب في نظرها سيشمل حزب الأصالة والمعاصرة أحد مكونات التحالف الثلاثي المكون لحكومة عزيز أخنوش فقط، ولن يشمل المكونين الآخرين حزبي التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال وهو إشارة واضحة لوجود خلافات بين التحالف الثلاثي، حيث لاحظنا أن حزب الأصالة والمعاصرة حزب معارض من داخل الحكومة، وبالتالي فالمقال يطالب حزب التراكتور بالوضوح من حيث للإصطفاف إما في الحكومة أو المعارضة.
– ثالثا نوعية الوزراء المستهدفين: جاء في المقال الخبر أن عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ووزير العدل إلى جانب عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار هما المعنيين بالتعديل، ليطرح السؤال الأصل من وراء المقال؟ وما الهدف منه؟ هل الخبر هو محاولة لإضعاف حزب الأصالة والمعاصرة داخل التحالف الحكومي ؟ أم محاولة لجره نحو النزول من سفينة حكومة عزيز أخنوش المثقلة بثلاثة أحزاب من العيار الثقيل؟
كما أن ذكر إسم ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار كأحد الوزراء الذين سيشملهم التعديل هي محاولة لوقف المشروع الإصلاحي الكبير الذي انطلق في تنزيله.
خلاصة القول مقال “جون أفريك” فيه رسالة سياسية لحزب الأصالة والمعاصرة وزعيمه عبد اللطيف وهبي صعبة الفهم على القارئ ولكن ربما هو الوحيد الذي سيفهم محتواها ومضمونها، ومدى قوة فهمه من ستحدد نوعية التعديل الحكومي المقبل.
عذراً التعليقات مغلقة