الرباح يكتب: حذار من جشع تيار ليبرالي غير وطني .. الافتراس منهجه

30 يناير 2025
الرباح يكتب: حذار من جشع تيار ليبرالي غير وطني .. الافتراس منهجه

المعركة

حذار من جشع تيار ليبرالي غير وطني .. الافتراس منهجه

بقلم: عزيز رباح 

 

سبق لي أن حذرت من تيار علماني متطرف لا يؤمن بالثوابت الوطنية ويسعى إلى هدمها رغم المساحيق التي يضعها؛ تسلل إلى المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في الإدارة والإعلام والفن والثقافة والتعليم و الاقتصاد.

 

مما لا شك فيه؛ أن أجهزة الرصد تعرفهم جيدا وتعرف نفاقهم ومخططاتهم وأحيانا تسمح لهم بالبروز في الساحة تحت الضغط أو رغبة في كشف خيوط علاقاتهم ومواقعهم وخبث أساليبهم..

 

وفي هذا المقال رسالة ناصحة ومحذرة من جزء من التيار الليبرالي غير صالح وغير وطني.. أصطلح عليه : المفترس ، هو أيضا تسلل إلى المؤسسات الرسمية وغير الرسمية..

 

التيار الليبرالي المفترس لا يؤمن بالتنوع ولا الانفتاح ولا المؤسسات ولا التنافس ولا التحرير .. بل يطلق العنان لتكريس القبيلة المهنية والمحسوبية الحزبية والقرابة المصلحية والخيانة التجارية والتحكم في الأسعار وسلاسل التوزيع ..

 

التيار الليبرالي المفترس ليس اجتماعيا كما يدعي فلا قيادته اجتماعية ولا هي قريبة من المجتمع ويرفض الضريبة على الثروة ويتملص من أداء الضرائب ويقوم بتهريب الأموال إلى الخارج ويضم أكبر موردي الاقتصاد غير المهيكل!!!

وهو يزداد غنى مع ازدياد الغلاء والفقر والبطالة وتراجع الطبقة المتوسطة ..

 

التيار الليبرالي المفترس لا يؤمن بالتنافس ويمعن في الاحتكار ويرفض التشريعات التي تحرر القطاعات ولا يؤمن باقتسام الأرباح وحين تتاح له الفرص يفترس بعضه بعضا بل يفترس من يدعمه حتى !!!

 

التيار الليبرالي المفترس سيكون أول المستفيدين من دعم الدولة من التحفيزات المالية والضريبية والامتيازات والعقار العمومي والأفضلية الوطنية في الصفقات لكنه هو آخر الملتزمين بآداء الواجبات وأكثر الساخطين على التشريعات والبرامج التضامنية والأقل إسهاما واستثمارا في الإنتاج الوطني والصناعة !!!

 

قد يصلي في الصف الأول ويصوم النوافل ويعتمر كل سنة ويبني المساجد ودور القرآن ويجود بالصدقات ..

 

وقد يقدم أحسن مظهر حداثي ويعطي محاضرات حول الديموقراطية والليبرالية ويشرع أفضل القوانين حول التنافسية والجودة والعدالة الاجتماعية..

 

لكنه يخرج الأنياب والمخالب للافتراس عندما يتعلق الأمر بالتجارة والصفقات والثروات والمناصب واستنزاف المياه وهضم حقوق العمال وحتى حقوق الأسر والأقرباء.

 

لا تهمه أن تكون الدولة إسلامية أو تكون علمانية، المهم أن يكون السوق بدون ضوابط ولا مراقبة ولا تنافس.

 

هؤلاء جميعا لاغيرة لهم على مصالح الوطن ومناعة اقتصاده ولا رحمة في قلوبهم على المواطن ولو في رمضان والعيد ولا ثقة فيهم ولا أمان منهم ولو قبلوا الأيدي ورددوا النشيد الوطني وأدوا القسم وقدموا الولاء.

 

لكن للبيت رب يحميه، ومن الواجب تفعيل وتقوية مؤسسات الضبط والتقنين والمراقبة، كما وجب أن تتدخل الدولة في سلاسل التوزيع لضرب الاحتكار ومحاربة الغلاء وأيضا فرص شروط صارمة لاختيار المرشحين للمسؤولية والانتخابات لإضعاف وجود هذا التيار في مواقع القرار.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق