العيدودي يكتب: يا أهل السياسة تعالوا إلى كلمة سواء

24 ديسمبر 2024
العيدودي يكتب: يا أهل السياسة تعالوا إلى كلمة سواء

المعركة

يا أهل السياسة تعالوا إلى كلمة سواء

 بقلم الدكتور عيدودي عبدالبني 

(*أولا تعالوا*)

يقول الله عزى جل في كتابه الكريم 🙁 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون [آل عمران:64]…

 

و يسقط القول على أهل السياسة بالمغرب أغلبية و معارضة تعالوا -بمعنى المجيء- إلى كلمة سواء ، أن لا نسب أحد أو نعيره ، و لا نخون أحد أو نسفهه ، و لا ندعي لأحد السبق عن الآخر ، و نزكي أنفسنا بدله .

 

و تعالوا -بمعنى اسموا – و ارتفعوا بأنفسكم عن سفاسف الأمور إلى أعلاها و أفضلها ، تعالوا إلى ميثاق سياسي يجمعنا من أجل الوطن ، تعالوا إلى عروى وتقى بيننا و بينكم أغلبية و معارضة توثق سلوكنا السياسي كما إبتعاه جلالة الملك في رسالته الموجهة للبرلماني بمناسبة الذكرى 60 لتأسيسه.

 

تعالوا لنراجع جميعا برامجنا ووعودنا الانتخابية ، ماذا تحقق ؟ ، و ما لم يتحقق فيها ؟ تعالوا نسأل أنفسنا ماذا قدمنا كأحزاب للوطن محليا ووطنيا ودوليا ؟ تعالوا نراجع أنفسنا ماذا نقول للشعب ؟ وكيف نقول ؟ ولماذا نقول ؟و متى نقول ؟ وأين نقول ؟ .

 

تعالوا لنفتحص مصطلحاتنا التي نستعملها في خطاباتنا السياسية ؟ و ما هي الكلمات التي ننطق بها ؟ و ما دلالتها و حمولاتها ؟ هل جفت أقلامنا ؟ أم خدعتنا لغتنا إلى هذا الحد ؟ فلم يعد لنا منها سوى كلمات الهدم و السب و القدف و التشهير ؟ هل هذه هي السياسة ؟ و هل هذه هي أحزابنا ؟ واااا أسفاه !!!!

 

*ثانيا : بنكيران يسب أخنوش ووهبي*

 

أمين عام حزب العدالة و التنمية يسب رئيس الحكومة و يتهمه بالسرقة على الهواء الطلق ، و يسب وزير العدل أيضا و يتهمه على الهواء .. فهل هذه هي السياسة ؟ و هل هذه هي الشعبوية؟ ربما هزلت و أفلت القيم السياسية و اصطلاحاتها الحقة .. حتى أصبحنا أمام حالات مرضية حاقدة حاسدة ، مارقة عن المؤسسات كمروق السهم من الرمية ..

 

إنه السب و القدف و الاتهام بالكذب و السرقة سلوك مشين لم يسبق له مثيل في المشهد السياسي المغربي .. فلو بحثنا في الأرشيف لن نجد أي حزب أو فاعل سياسي منذ 60 سنة قال مثل ما قيل أو فعل مثل ما فعلوا ، إنها حالات شادة في المشهد السياسي المغربي تؤكد أن حقلنا السياسي يكاد يفقد بوصلته . و أنه في حاجة مستعجلة إلى علاج سريع عبر عملية جراحية استئصالية يقوم بها الشعب المغربي في اقتراع 2026/2027.

 

*ثالثا:حقل السياسة أم سوق المجانين*

 

هل نحن أمام حقل سياسي مؤسسات و فضاء عام يتعايش فيه الجميع ، أم سوق به مجموعة من الحمقى و المجانين فقدوا عقولهم ، و ضاع الزمن من بين أيديهم ، و تبخرت أحلامهم في العودة إلى تدبير الشأن العام ..

إننا أمام حقل سياسي كبير وطويل وعريض ، حقل سياسي غني و ثري برحاله و مؤسساته، وفي وطن يعتز بمؤسساته الدستورية و بسلطه التنفيذية و التشريعية و القضائية ، حقل سياسي أسهم في تشكيله ثلة من العقلاء و الحكماء ، حقل سياسي متين لا مكان فيه للغوغاء و الدهماء و الحمقاء الشمطاء.

 

*رابعا:ما هذا العبث السياسي؟*

 

حقا نحن أمام عبث سياسي يمارسه بعض الفاعلين الدين حسبناهم أهل صفوة و ورع و تقوة ، و كنا ننتظر منهم أن ينهل خطابهم من الكتاب و السنة و أقوال أهل العلم و من روح لغة الضاد ، لكن وااا أسفاه على حقلنا السياسي !!! الذي أبيضت عيناه من الحزن على ضياع الوقت السياسي مع هذه الرويبضة التي تمرق من المشهد السياسي كما يمرق السهم من الرمية !!!!؟

 

أنه العبث السياسي و المجون الشعبوي الفاحش.. حين يعتبر الفرد أن رأيه و برنامجه السياسي هو الحقيقة .. و باقي البرامج كذب و فجور و فسوق و غش و فساد و نهب وزور وسرقة .. و قل ما شئت من مصطلحات القدح و اصدح بها في كل فج عميق ..

 

نعم إنه العبث السياسي الذي استوطن عقول أشباه السياسين الذين ظنوا أنفسهم فحول السياسة و ساداتها .. فقاموا ينعتون الاخر بسرقة التاريخ و البلاد و العباد . و نسوا أنهم هم من سيروا بالأمس البلاد و العباد وساقوها إلى ما لم يحمد عقباه .. حيث دمروا القدرة الشرائية و ألغوا صناديق الفقراء و زادوها للأغنياء ، و سحقوا المتقاعدين ، و فتنوا المنظومة القانونية ، و استغلوا السلطة أبشع إستغلال .

 

*خامسا:كيف أمارس المعارضة*

 

المعارضة لا تمارس بالسب و القدف و التخوين و الاتهام بالسرقة و الكذب .. فهي معارضة السوق و الدهماء العميان الغوغاء ..

 

المعارضة تمارس بمنهج مقارن بين البرامج و الإنجازات ، مع إسقاط الوعود على المحقق منها في الميدان ، بالحساب و المعطيات و الأرقام ، و بكلمات محددة واضحة صادقة ، لا تتهم و لا تكذب و لاتخون ، بل تعري التناقض بين القول و الفعل ، بين ما أنجز و ما لم ينجز .. هكذا تمارس المعارضة دورها الرقابي ، داخل وخارج البرلمان و في الميدان و في العالم الافتراضي ، لا بالسب و القدف و الاتهام بالباطل .

 

(*فقل معي يا أهل السياسة تعالوا إلى كلمة واحدة .. نبني هذا الوطن و لا يسب بعضنا البعض و نجعل لعنة الله على الكاذبين *)

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق