الكل يتحرك نحو استحقاقات  2026‏

21 يونيو 2024
الكل يتحرك نحو استحقاقات  2026‏

الكل يتحرك نحو استحقاقات  2026‏

بقلم الدكتور: عيدودي عبدالنبي

 

كل الأحزاب المغربية تتحرك نحو استحقاقات 2026 ، سواء  أحزاب الأغلبية أو المعارضة ، للحفاظ على ترتيبها مع الأوائل ( كالتجمع الوطني للأحرار و الأصالة و المعاصرة و الإستقلال ) .. و أخرى من المعارضة تريد استعادة مكانتها في ترتيب الأحزاب كالإتحاد الاشتراكي و الحركة الشعبية وكذا العدالة و التنمية.

و يبقى حزب الاحرار و حزب العدالة و التنمية من الأحزاب الأكثر تحرك نحو 2026 لأسباب قد تبدو معروفة لدى جميع المتتبعين للحقل السياسي المغربي .. و نخص بالذكر منها الصراع الطويل و المرير بين الرجلين (#أخنوش #وبنكيران ) مند 2016 إلى اليوم.

فهل سيحافظ أخنوش على رتبته الأولى في استحقاقات 2026 أم سيفقدها ؟ و هل سيستعيد بنكيران مقاعده الضائعة في 2026 أم سينتهي به المطاف في سلة المهملات السياسية ؟ و هل يمكن لفاطمة المنصوري أو نزار بركةً خطف مشعل القيادة من عزيز أخنوش ؟ و إلى أي حد يمكن لإدريس لشكر و محمد أوزين و رفيق التقدميين نبيل بن عبد الله خلط أوراق الأغلبية الحاكمة و صناعة أغلبية عديدة جديدة في استحقاقات 2026؟

هنا نجد أنفسنا كباحثين في الحقل السياسي  في حاجة إلى أربع مداخل للإقتراب من فهم ما يجري داخل المشهد السياسي المغربي ، و لاستيعاب ما قد تفرزه استحقاقات 2026 من مفاجئات كبرى !!!

  • المدخل الأول: أربع عقبات تواجه حزب التجمع الوطني للأحرار

سيعاني  حزب التجمع الوطني للأحرار من أربع عقبات تقف في طريقه للعودة من جديد لقيادة الحكومة في 2026 و هي كالتالي :

أ- عقبة صعود أحزاب اليمين بأمريكا و أوربا يحد من نفوذ حزب عزيز أخنوش في العودة من جديد لرياسة الحكومة .

ب-  عقبة تغلغل حزب بنكيران في المدن سينهش من حصيص حزب عزيز أخنوش ج_تحدي تداعيات الدعم الاجتماعي و مخاطر المؤشر على إرادة الناخبين

د- عقبة التصويت العقابي الذي سيؤججه ارتفاع مهول في البطالة وسط الشباب و بالعالم القروي .

هذه العقبات الاربعة ستكون عائق أمام السيد عزي أحترس للعودة إلى رياسة الحكومة .. و لتجاورها امة أشياء لا بد من فعلها ….

  • المدخل الثاني : سياق داخلي و خارجي يخدم شعبوية بنكيران .

بعد نكسة العثماني و طلاقه مع حركة الإصلاح و التوحيد بسبب توقيع اتفاقيات مع إسرائيل و امريكا .. استطاع بنكيران اعادة دعم الحركة لحزبه و كانت استحقاقات فاس الجزئية دليل على استعادة الحزب عافيته بالمدن ، فلولا حضور حزب أخنوش بالعالم القروي لفاز بنكيران بالمقعد .

كما أن بنكيران باعتماده على الحركة استطاع اعادة البناء التنظيمي للحزب على مستوى جميع الجهات بمختلف قطاعاته التنظيمية ..كما تمكن من توظيف ملف المدونة و الحرب على غزة و ارتفاع نسبة البطالة في خطابه السياسي .. بل اصبح يغديه و يقويه .. و بهذه القضايا  يحاول الإسلاميين العودة للمشاركة في الحياة السياسية في 2026  مما سيساهم في إنعاش عدد مقاعد  حزب بنكيران .. و قد يساهم هذا الانعاش في حصد 40 إلى 60 مقعد مما يؤشر على عودة قوية (لليمين ) بنكيران إلى مقعد المعارض داخل البرلمان من جديد ..

و مما يزكي هذا الطرح أو ينقضه هي الاستحقاقات الحزئية بالمحيط الرباط .. التي ستكون بمثابة محطة تجريبية ثانية لحزب بنكيران .

  • المدخل الثالث : فرص فاطمة المنصوري و نزار بركة لظفر بالرتبة الأولى في استحقاقات 2026

هناك حيث البام و الاستقلال الحزبان القويان و الأكثر تنظيما (عدة و عتاد) ، و بعيدا عن صراع الغريمين (بنكيران# و اخنوش) .. هناك فرص ممكن لأحد الحزبين بالظفر بالمرتبة الأولى في استحقاقات 2026. فلو تجاوزت فاطمة المنصوري محنة الصراع بين الاجيال و استطاعت دمج الغالي بالرخيص و القديم بالجديد و طي صفحة إسكوبار الصحراء ، و جبرت تصدعات الحزب جنوبا و شرقا يحق لها أن تهنأ بالصف الأول .

كما لو استطاع نزار بركة النجاح في مهمة اللجنة التنظيمية و إخراجها إلى الوجود دون تصدعات أو انشقاقات مع مصالح حقيقية مع التيارات الغاضبة بعد المؤتمر .. فقد نراك على كرسي رياسة الحكومة .

بين الحزبين شعرة فرق الظفر بالرياسة .. و تلك الشعرة ستكبر حسب حسن تصرف كل حزب مع أوتاده بالجهات و الأقاليم ، و حسب قدرة كل حزب على امتصاص الغضب و تسوية الخلافات في صمت و دون ضجيج يربك مساره السياسي نحو 2026.

  • المدخل الرابع : أحزاب المعارضة و عقبات التمويل و التنظيم

و هنا نخص بالذكر منها الحركة الشعبية و الاتحاد الاشتراكي والتقدم و الاشتراكية . دون العدالة و التنمية لاننا أفردناها في المدخل الثاني .

أ – الحركة الشعبية بوجه قيادي شاب محمد أوزين .. ينافس من أجل البقاء في المشهد السياسي بكل قوة ، رغم انعدام القدرة المالية فحسب التنظيمي و رغبته الجامعة في العودة للمشهد السياسي جعلت منه حزب حاضر بشكل يومي في قضايا المواطنين داخل البرلمان و خارجه .. لكن هذا الحضور يبقى محدود نظرا لقلة الإمكانيات المالية ، و كذا ضعف البناء التنظيمي جهويا و اقليميا و محليا .. و لي يحافظ الحزب عن موقعه داخل المشهد السياسي فهو في حاجة إلى نقلة نوعية تجعل منه حزب مؤسسات و ليس حزب خيمة .. و هذا ما يسعى اليه محمد اوزين .. فلو تمكن من تحقيق هذه النقلة .. (كما تمكن من تجاوز محنة الكراطة ) فيمكنه حصد 40 إلى 50 مقعد برلماني في استحقاق 2026 .. و إن لم يتمكن من ذلك فمن الصعب عليه مجارات معركة 2026.. لكنه سيكون أقوى في استحقاقات 2031.

ب -الاتحاد الاشتراكي بنفس القيادة السياسية و ما تحمله من محنة أموال الدراسات و ما خلفته هذه المحنة من تصدعات في المكتب السياسي و باقي التنظيمات الموازية للحزب يجعل حزب الوردة في محك حقيقي للحفاظ على 37 مقعد على الأقل .. و مسألة حصد أكثر من 37 تبدو صعبة و مستحيلة .. ماعدا لو تم تغيير في القيادة و بروز قوى اتحادية جديدة قادرة على تدبير محطة 2026 ، و قادرة على الحفاظ على مقاعدها ، و إلى سيندحر حزب بوعبيد إلى ديل الترتيب .

 ج – حزب وفاق علي يعثه رحمه الله : اقصد رحم الله علي يعثه و ليس حزبه .. لان رفاق نبيل بنعبدالله يشدون عضدهم للبقاء في المشهد السياسي و تحسين حضورهم في 2016 بالحفاظ على فريقهم البرلماني على الأقل .. لكن السؤال هل يتمكن نبيل من تجميع قوى اليسار في جبهة موحدة قبل استحقاقات 2026 .. و مع صعود أحزاب اليمين عبر العالم يؤشر على امكانية صعود حزب التقدم و الاشتراكية إلى المراتب الخمس في استحقاقات 2026 ولتمكن رفاق نبيل بنعبدالله من الاشتغال على توحيد صف اليسار السياسي بالمغرب .

خلاصــــــــــــــــــة

ان استحقاقات 2026 ستحمل نتائج كلها مفاجئات .. و ما يشد عضدنا في ذلك .. هو ما قدمناه من بسط و تحليل يؤكد تقارب أحزاب الأغلبية من الظفر بالرتبة الاولى ، و تغلغل الإسلاميين بالمدن سيسهل على أحزاب الأغلبية إمكانية الفوز برياسة الحكومة و العودة من جديد لمواصلة التدبير الحكومي .. لكن بأقل عدد .. و أمام معارضة أكثر عدة و عتاد(تقودها العدالة و التنمية و باقي الأحزاب الغير مشكل لحكومة 2026).

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق