المغادرة الطوعية السياسية
بقلم: حفيظ الزهري
هذا السكون والجمود الذي يعرفه المشهد السياسي المغربي ليس في صالح أحد.. أحزاب بلا أجنحة:” لا منظمات موازية لا شباب لا مرأة لا هيئات مهنية لا نقابات…” نقابات تطلب الصدقات من الحكومة.. حكومة بأغلبية قاتلة مميتة … معارضة ضعيفة بعيدة كل البعد عن مفهوم المعارضة… مؤتمرات أحزاب بدمقراطية “عن بعد” متحكم في نتائجها عن بعد…
مشهد سياسي لا يمكن بالممل والغير المنتج.. يفتح المجال لمزيد من المغادرة الطوعية السياسية.. مشهد في حاجة لحركية ودينامية ودماء جديدة ووجوه جديدة لتحريك مشهد سياسي كسول ومعطل..
الفراغ التأطيري للجماهير من قبل المؤسسات الوسائطية من أحزاب ومقالات ومنظمات المجتمع المدني يفتح المجال امام تنامي التيارات الراديكالية والمتطرف وسط المجتمع المغربي، وكذلك تراجع منسوب الثقة بين المؤسسات الوسائطية والمواطن المغربي الذي يوجد في أمس الحاجة لحركية وتاطير في هذه الظرفية الاقتصادية والاجتماعية التي تمر منها بلادنا من تبعات جائحة كورونا والجفاف والوضع الدولي.
الأحزاب والنقابات تمول من المال العام، وبالتالي فهي مطالبة بضرورة النزول من أبراجها العالية الممركزة في العاصمة الرباط، والتواجد بجانب المواطن والتواصل معه، لأن التواصل ركن مهم في الإستراتيجية السياسية لحل الأزمات وتدبيرها.
ماذا سننتظر من مؤتمرات أحزاب يصرف عليها ملايين الدراهم مهمتها إعادة إنتاج نفس الوجوه السياسة والوضعية السياسية… نقابات بقيادات شائخة -من الشيخوخة طبعا وليسة الشيخة- متباعدة لازالت تمارس العمل النقابي.. ننتظر نتيجة مشلولة تدخل ما تبقى من كرامتها يدخل غرف الإنعاش..
نحتاج لمغادرة طوعية سياسية وتقاعد سياسي لبعض الوجوه التي عمرت لسنوات بالمشهد الحزبي المغربي وأوصلته لهذه الوضعية الكارثية.
عذراً التعليقات مغلقة