المعركة/ح. الزهري
الميركاتو الإنتخابي انطلق مبكرا بتهافت الأحزاب على استقطاب منتخبين جاهزين “في نظرهم” لمنحهم التزكية بعيدا عن تعب التأطير والتكوين ووجع تداول النخب وتبعات الديمقراطية الداخلية.
التهافت على استقطاب لاعبين سياسيين انتهت صلاحيتهم وضعفت لياقتهم البدنية أمام جيل شاب طموح يكتسب القاعدة الهرمية السكانية للمغرب، ستكون له الكلمة خلال المحطات الإنتخابية المقبلة، وهو الجيل المغيب في سياسة وبرامج الأحزاب السياسية.
فوز المستقلون أو ما يسمون أنفسهم بالامنتمون بانتخابات اللجان المتساوية الأعضاء هو فوز لهذا الجيل على اللاعب التقليدي الذي تعتمده الأحزاب كركيزة خلفية للسياسي، لكن هزيمة الاعب التقليدي تحمل أكثر من رسالة للفاعل الحزبي، إذ يمكن القيام بعملية إسقاط على إنجازات شتنبر المقبلة، بحكم أن الطبقة المتوسطة المشكلة في غالبيتها من المواطن الموظف تشكل الكتلة الناخبة الموجهة لباقي الناخبين والمرجحة في الغالب لكفة الأحزاب، وبالتالي سيكون لها تأثير على نتائج الإنتخابات التشريعية والجماعية المقبلة.
الأحزاب المغربية لازالت لم تستوعب التجديد وصناعة المنتخب عبر التأطير والتكوين والعمل الميداني، عوض التكاسل والاعتماد على “الموجود” وهو الأمر الذي قد يفاجئ العديد من الأحزاب التي تسعى لقيادة الحكومة ببرلمانيين انتهت صلاحيتهم على اعتبار الورقة الحمراء السرية الموجهة لهم من قبل جيل اليوم المتعطش للتغيير والوجوه الجديدة.
نشاط سماسرة الميركاتو وبياعي الوهم للقيادات الحزبية انطلق مبكرا خلال هذه السنة الإنتخابية لكن يتضح أن المراهنة على البرلمانيين المتنقلين لاكتساح الانتخابات المقبلة رهان خاسر.
عذراً التعليقات مغلقة