فضيحة من درجة نائب أول
بقلم: الجيلاني بنحليمة
أي طبق من النفاق السياسي الذي يقدمه لنا ساستنا؟ وبأي الوجوه يخاطبنا هؤلاء؟ بل بأي لسان يتكلمون؟ أحصى عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق كل زلات عزيز أخنوش، انتقص من كفاءته واتهم باللعب وراء ظهره وهو وزير في حكومته ووصل أمره لحد اتهامه تلميحا بالسرقة، لكن أخفى جزئية بسيطة وهو أن نائبه الأول في الحزب ومدير ديوانه السابق في رئاسة الحكومة جامع المعتصم مكلف بمهمة لدى أخنوش.
مكلف بمهمة لدى هذا الرئيس غير الكفؤ ولدى هذا الرئيس الذي كان يعرقل حكومة هو شريك فيها ومكلف بمهمة لدى هذا الرئيس الذي كان يحمل أوراقا مختومة ويتقاضى ما فيها من صندوق المقاصة دون أن يُثبت أن ما دون فيها صحيح، ودون أن يكون أخنوش من الصحابة حتى لا يطمع في المال العام.
جامع المعتصم مكلف بمهمة لدى رئيس راكم الثروات في زمن تحرير أسعار المحروقات هل راكم 17 مليار أم 30 مليار درهم، المهم أنه يديه استلت لجيوب المغاربة.
ما يقدمه جامع المعتصم لأخنوش يعلمه أخنوش والمعتصم، ولكن الأخلاق لا تحتمل حمالة الأوجه، ولا أن تطلب الزبدة وثمن الزبدة وصاحبة البقرة، أن تكون في المعارضة وأنت تُستشار من قبل من تعارض، فلا وصف ينطبق على ما عدا النفاق السياسي ولا يمكن أن تكون في موقع ما عدا موقع الفضيحة السياسية.
لنفرض أن ابن كيران في موقع رئيس الحكومة وأخنوش يمارس ضده معارضة اللطم والرفس، وفوق ذلك نائب أخنوش يوجد في موقع المعتصم، ما كان ابن كيران سيفعل حينها؟ لن أجيب بل سأترك لمخيلتكم تتمة المشهد؟.
لكن الغريب في القصة أيضا أن أخنوش لم يواجه ابن كيران بموقع نائبه الأول في رئاسة الحكومة، وهو الذي سبق أن دعاه ابن كيران لاستشارته في حال استعصت عليه الأمور “لو استشرتني لأشرت عليك”، وما الاستشارة التي يقدمها أمين عام ويعجز عنها نائبه الأول.
من موقع الدفاع عن هذه السوريالية رمى ابن كيران التهم اتجاه المشوشين، الذين فضحوا ازدواجية المهام والمواقع، مبررا تواجد نائبه فيما يتواجد فيه بكفاءة خبرها فيه أخنوش، متغاضيا عن الانتماء السياسي للرجل، وهذه تحسب لأخنوش ولا تحسب للمعتصم الذي ربما كان عليه أن يختار بين الموقعين، معارض أم مستشار.
موقع النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ضمن هيكلة مساعدي أخنوش أوصل ابن كيران لوضع من يصرخ وفي فمه ماء وربما ماء وطعام…..
قد لا ينفع الجدال في كفاءة جامع المعتصم، كما لا ينفع الجدال فيما يفضله من المواقع قرب رئيس الحكومة أو قرب أمينه العام، لكن السياسة تفرض خيار خلقيا في الدرجة الأولى وهو مقياس حرارة النزاهة التي غابت في حالة النائب المكلف بمهمة……..
عذراً التعليقات مغلقة