المعركة
يتضح أن التحالف الثلاثي المكون لحكومة عزيز أخنوش يتجه نحو الإنفجار والتفكك، بعدما تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة للحكومة من قبل برلمانيي الأحزاب الثلاثة.
ويبقى أقوى انتقاد وجه للحكومة هو انتقاد برلمانيي الأصالة والمعاصرة لبرنامج فرصة واتهامهم لمدبريه بالفساد حسب ما جاء على لسان المهاجري، الذي طالب بإحضار وزيرة السياحة الوصي على الملف للمساءلة أمام البرلمان، كرسالة مباشرة لرئيس الحكومة الذي كلف وزيرة السياحة بملف فرصة، عوض البامي السكوري، وهو ماقد يؤدي لمواجهة مباشرة بين حزبي البام والتجمع الوطني للأحرار الذي يترأس الحكومة خلال الأيام المتبقية من هذه السنة السياسية.
ويشتكي العديد من الوزراء حدة تدخلات بعض نواب الأغلبية الحكومية، في إطار التناوب في القصف بين مكونات الحكومة، حيث اشتدت معركة الضرب تحت الحزام بالمباشر وغير المباشر، مما أثر على صورة الأغلبية في المشهد السياسي المغربي.
المتتبع للمشهد السياسي المغربي، لابد أن يكون قد لاحظ غياب التماسك والتٱزر سواء بين وزراء الحكومة، او بين أغلبيتهم البرلمانية التي أصبحت بمثابة تلك العصا الطويلة التي توضع في عجلة أحدهم لوقف مساره الناجح، أو تستعمل كعصا للضرب على الطاولة لانتزاع موقف أو الضغط للتفاوض على أمور لا يعلمها إلا الراسخون في فك طلاسيم العلاقة المعقدة بين البرلمانيين والوزراء.
تطاحن الأغلبية يطرح سؤال ما وراء هذا التطاحن، فهل هو تدافع حول غنائم المشاركة في الحكومة؟ أم هو تدافع حول من ينال شرف الخروج للمعارضة؟
سفينة الحكومة لم تعد تستطع تحمل القوة العددية للتحالف الثلاثي الذي يختلف في كل شيء، ولا يجتمع إلا على المشاركة في الحكومة، وهو ما يفرض خروج احد هذه الأحزاب للمعارضة لإعادة التوازن للمشهد الحزبي المغربي وتقوية المؤسسة الوسائطية الحزبية حتى تستطيع لعب دورها المنوط بها أي تكوين وتأطير المواطن المغربي.
حزب الأصالة والمعاصرة أصبح الأقرب للنزول من سفينة أخنوش في أقرب محطة تعديلية، وحزب الاستقلال بدرجة أقل حسب مخرجات مؤتمره الوطني المقبل.
ويبقى الباب مفتوحا أمام عودة حزبي الإتحادين الدستوري والإشتراكي لتعزيز حكومة عزيز أخنوش، وربما قد نكون أمام مفاجأة من العيار الثقيل قد تعيد تشكيل حكومة جديدة برئاسة شخصية أخرى ملمة بمتطلبات المرحلة المقبلة خاصة تنزيل النموذج التنموي.
عذراً التعليقات مغلقة