سياسة الصين مع محيطها الدولي
بقلم :محمد عطيف
تتفاعل الصين مع محيطها الدولي ، بتفكير استراتيجي، له تأثير كبير باعتبارها دولة كبرى وقوة عظمى .و تدعي الصين أنها تمارس سياسة خارجية ذات نهج سلمي مستقل و براغماتي. تهدف هذه السياسة بشكل أساسي إلى الحفاظ على مصالحا الداخلية والخارجية ، وخلق بيئة دولية مواتية للإصلاح والانفتاح على محيطها الاقليمي والدولي، مع الحفاظ على السلام العالمي ودفع التنمية المشتركة في إطار تعاون جنوب-جنوب .
وفي هذا الصدد أصبحت الصين تعمل بدبلوماسية هادئة وناعمة مع مجموعة من الدول سواء في القارة الأفريقية واللاتينية والأوروبية والأسيوية حيث توظف استراتيجيتها الاقتصادية في كل تعاملاتها الخارجية من أجل تعزيز مكانتها في الساحة الدولية .
و في هذا الصدد ينظر قادة الولايات المتحدة الآن إلى الصين كمنافس استراتيجي يسعى إلى قلب النظام الدولي الليبرالي، وتتمثل إحدى استراتيجيات الصين في تلك المنافسة في السعي وراء النفوذ في البلدان حول العالم، من خلال استخدامها لآليات التأثير المختلفة بغية تشكيل سياسات وسلوك (20) دولة.
ويتجلى هذا التأثير في “جاذبية” الاقتصاد الصيني، الذي أعطى الريادة للتنين الآسيوي – القوة الاقتصادية – هي أساس نفوذها المتزايد عالمياً.
بمعنى أن الصين أضحت تنتهج تفكيرا جديدا في علاقاتها الخارجية بناء على الفلسفة البراغماتية من أجل تحقيق المنفعة وتحسين وجودها على المستوى الدولي من خلال ربط علاقات اقتصادية متميزة مع الدول النامية ، وهذا ما يتضح لنا أن الاهتمام الصيني بالقارتين الأفريقية واللاتينية يدخل في إطار رسم طريق الحرير الجديد إلى هاتين المنطقتين ودفع العلاقات وتحسينها فيما بينهم ، من أجل تحقيق التنمية في بلدان المنطقتين عبر الشراكات الاستراتيجية ، ولعل الاتفاقيات الخاصة بتوزيع وإنتاج اللقاح ضد فيروس كورونا التي قامت بها الصين مع مجموعة من الدول في العالم النامي الذي سيعطي للصين مكانة أخلاقية (المثالية)التي تدخل في البراغماتية على أنها منقذة ومساعدة للدول النامية في مواجهة هذا الوباء باللقاحات التي طورتها ، و التي تم توزيعها في القارة الإفريقية ( سينوفارم) وكذلك في القارة اللاتينية ( سينوفاك) ، مما سيزيد قوة التوجه الاقتصادي الصيني نحو دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ومن الواضح أن تحسين العلاقات الدولية الصينية تكون بالبراغماتية التي تقوم على السير في المسار الحكيم المثمر للفهم والمنافع المشتركة للبلدان التي تسعى في الدفاع عن المصالح والأخلاق في العلاقات الدولية ،رغم وجود اختلافات في عقائد السياسية الخارجية للدول، يعني أن الهدف الأساسي في العلاقات الدولية الصينية هو التركيز على العلاقات الإيجابية والأخلاقية كما جاءت به الفلسفة البراغماتية لتحقيق المنفعة والمصالح المشتركة .
عطيف محمد
باحث بسلك الدكتوراه في العلاقات الدولية
عذراً التعليقات مغلقة