المعركة
الشمس تسطع من ” قصر السوق “
صبري الحو*
ليس فقط لأنها شمس بصمت شهامتها على استعادة الاصطفاف في عرين القوات الشعبية الذي طالما كان منبرا للكادحين و كل الصادقين من التواقين إلى التحرر و الإنعتاق …
و ليس لأنها شمس حَملةٍ نظيفة للاتحاديات و الاتحاديين من شرفاء أيت خباش؛ آهالينا المشهود لهم بالصدق و الوطنية حتى أن بطولاتهم العصماء ما تزال حية بذاكرة هذا الشعب الأبي ؛ حيث بصمت باستحقاق على فوز مستحق لرفيقنا حميد نوغو سليل المقاومة و البطولات التي لا تنضب أبدا …
إنه انتصار لكل القوى الحية التواقة إلى إزاحة الجمود على درب السياسة بربوع جهة مقصية من كل شيء سوى من شهامة بناتها و أبنائها الأشداء كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى، تضامنا و تآزرا …
فألف هنيئا على نجاح ثورة بيضاء على الانحباس السياسي، و الانحصار التنموي الذي عِشناه لمدة عقد من زمنٍ تفاصيله عجافٌٌ حتى أننا لم نعد نميز فيها بين طموح مشروع في التغيير، و محاصرة يقيمها ديناصورات الإحتكار درء للتجديد …
إنه لعمري انتصار مستحق لكل الفعاليات التي تحمّلت معارك ضارية، على واجهة المجالس الترابية محليا و اقليميا و جهويا على أشلاء حقوق المنطقة في تنمية تجفِّف منابع الحكرة التي تطول …
و على مستوى الدفاع الحضاري عن حقنا جميعا في التغيير في مواجهة الحَجْر الإنتخابي المفروض على مجتمع محلي بسيط في كل شيء. يتوق إلى التحرر من قيود النمطية مُشرئبا إلى غذ أفضل قوامه التغيير استجابة لتطلعات السواد الأعظم من بني جلدتنا، من الديناميات الشعبية الجماهيرية المنخرطة في الحركة التصحيحية في عرين الإتحاد ؛
تلك المدرسة التي قدمت الشهداء و خلّدت أسماءهم في أرشيف الشعب دفاعا عن قيم التحرر و المصالحة بمداد من اعتزاز ..
إنه تحدًّ عنيد و صادق يولد كالفينق صاخبا صنديدا من عمق ” أماغا ” و حوض غريس و زيز و بينهما فركلة يلتقيان ليربكوا جميعا متحالفين حسابات الليل الذي يُرخي سدوله حيفا و حكرةً تحت أشعة القنديل الزائفة يحسله الظمآن ماء فإذا جاءه وجد اليأس مكانه فوفّاه حسابه …
إنه عنيد و عصي جدا ، قد يغفل لحظة ، لكنه ينهض لحظات ، و قد يغفل حينا لكنه متأهب أحيانا حين يتعلق الأمر بالمصلحة العامة التي يقدرها شرفاء أسامر، الذين يجددون الروح في فكرة الممانعة نصرا مبينا مستحقا على درب مسيرة الألف ميل التي بدأها حميد بفضل وفاء جنود الوفاء للخط الديموقراطي الإصلاحي من داخل الإتحاد …
حقا إنه انتصار سيكون له لا مراء ما بعده من حسابات ستربك مخططات الليل و ستستعجل قدوم الفجر حاملا بالورود ربيعا يؤكد أن الظلام مهما نجح في قطف وردة واحدة فإنه لن يَفلح في منع زحف الربيع…
إنه ربيع الإرادات الحرة لآهالينا الشرفاء قوى حرةً تنفجر حبا للوطن ترسمه ألف باقة وردة بألوان الأمل نبضا يدقُّ مطامح المواطن المقهور الذي يرفض استصدار ارادته بالمال او بالعقيدة كما يجنح بؤس القولبة و التنميط …
إنه انتصار كذلك يمكن التأسيس عليه و المراهنة عليه للتخلص من مواجهة زائفة فرضت على القوى الحداثية و التقدمية بالبلاد طيلة ولايتين متتاليين، بما جعل قدر أسامر الركون إلى خيوط الظلام حينا من زمن مأسوف، قبل أن ينبلج الدجى ورديا على خطى الشهداء الذين عشقوا الوطن منذ أولى الملاحم مع رموزنا بصاغرو الشامخ، و ببادو الأبي و بكل مواقع الممانعة ؛
روحا واحدة تذكرنا أن البطولات لا تليق إلا بأصحابها، و أن من أعتاد على النصر لن يقبل الهوان مهما تواطأ المال و جنح الظلام لاغتيال السياسة في مقصلة الإحباط ..
إنه انتصار على شكيلة مسؤولية جمة تقع على كثف كل أحرار و شرفاء أماغا و غريس و فركلة و زيز تحديدا، و أسامر عموما لرسم الأفق بألف لون أقحواني بالوردي كلون الشهداء بأرض الكرم و الصدق رغم تقلبات الزيف من مال و من ظلام حالك، كالحكرة المزجاة بكثير من استصغار الشرفاء من أبناء أسمامر المعطاء ، و لعلها كذلك فرصة تؤرخ بمداد من اعتزاز بالذات الجمعية على درب الكبار لنصدح جماعيا بصوت جوهري يخترف سياجات البؤس ؛
كفى …
كفى…
براكا…
براكا …
كفى و بارك من الاحتباس الديمقراطي بترك الساحة شاغرة للإنتهازيين و الوصوليين و جحافل الأميين و الأفاكين ، كفى و بارك من ترك المؤسسات عُرضة للتبخيس بين مخالب لصوص التنمية من قناصي الفرص على أنقاض حقوق الأسامريين في غذ مشرق و واعد . و ألف مرة كفى و براكا من جعل أسامر خزانا للكراسي الفارغة بما يخدم رهانات صعالك التفشيل و التخريب بأسلحة الصمت اللعين .
و الأهم ، سيداتي سادتي ، إمدوكال تمدوكال ، الرفاق الرفيقات .. هو أن نقول معا للآخر ، إن عشر سنوات كانت كافية لتستوعب الجماهير الشعبية فجوة التناقض بين خطابكم و أفعالكم، و كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ..
لقد اصبحتم في عداد الماضي الذي لا يعود ، و مسح الطاولة بكم يليق ؛ لعلنا نستيقظ من كابوس أربك حلمنا الجماعي في غذ أفضل ، مرحلة عصيبة من الندم تحمَّلها الشرفاء هنا لكنها كانت ضرورية لكشف اللثام عن خُذلانكم و من أجل اليقين أنكم لا تصلحون للحاضر و لا لبناء المستقبل ، و حتما العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة و رحم الله المقريزي .
و ختاما أصرخ كواحد من أبناء أسامر الذي وُلد من رحم بطولات صاغرو و بادو و كل ملامح الشموخ أنني فخور بشرفاء أماغا و غريس و زيز و فركلة و كردوس و كل جغرافيات الشرف عموما و بصناديد خباش تحديدا ، و ألف تهنئة مني للفائز حميد .
و معا على درب التغيير بعرين الإتحاد مدرسة لا تبور مهما ارتفع ضجيج المال و الدين ، مؤكدا للجميع أنه لا يصح إلا الصحيح ، و هي فرصة لأدعو كل الأسامريين إلى رص الصفوف لمزيد من النجاحات مستقبلا …
و مدرسة الاتحاد تليق بكم جميعا لنصدح بالخزي و العار لكل من أهدر حق أسامر في تنمية مُنصفة ، و تحية شموخ لرمال الجنوب الشرقي التي تفوح منها نكهة الحكرة تحت ضربات مصاصي دماء الأمل من جحافل الإنتهازين .. و ألف مرة كفى و عبر فوز حميد / الإتحاد نهمس في اذن البائسين ؛
” ارحلوا عن الجغرافية السياسية لأسامر ، فأنتم لا تفقهون في تضاريسها ومناخها، و تجهلون جبالها وهضابها ورمالها، فهنا ترقد جثامين الشهداء، و و هنا كانت لجماعت، وأمغار وإنحكامن وإزرف ،وهنا يواصل حفدتهم معركة التحرير على رمالنا المقدسة مثل قدسية شهدائنا الأبرار ” ..
*محامي بمكناس
خبير في القانون الدولي ونزاع الصحراء.
عذراً التعليقات مغلقة