عبد النبي صبري يكتب: الفلاحة التضامنية بين الضمير الإنساني والتضامن المسؤول حتى لايحصل التدمر

19 فبراير 2025
عبد النبي صبري يكتب: الفلاحة التضامنية بين الضمير الإنساني والتضامن المسؤول حتى لايحصل التدمر

المعركة

الفلاحة التضامنية بين الضمير الإنساني والتضامن المسؤول حتى لايحصل التدمر

بقلم: الأستاذ عبد النبي صبري

من الحلول الحكومية التي تقترحها وزارة الفلاحة،حماية المخزون الوطني من إناث الماشية بغاية تشجيع الإنتاج وتوفير قطيع في حلته القديمة،لكن السؤال المحير أين هذا المخزون الوطني من الماشية عموما وإناث الماشية خصوصا؟ إذا كان القطيع الوطني تراجع بنسبة 38% مقارنة مع 2016،فأين هذا المخزون الوطني أصلا؟وهل نشجع إنتاج الموجود عندما يكون موجودا أو نشجع المفقود في إنتظار وجود المولود؟وهل يمكن أن نتصور مولود بعد وأد أم المولود؟أين الحلول الإستباقية للفلاحة التضامنية الموجهة نحو تربية الماشية؟إن إناث الماشية ضحى بها البسطاء في عيد الأضحى بعدما تفرقت بهم السبل،وضحى بها الإنتهازيين في مجازر الأسواق (إن لم نقل السرية) واغتنام فرصة الإغتنام بغياب الأغنام لرفع الأسعار.

من تناقضات غذر الزمان التي تبدو واضحة أحيانا،قبل أيام معدودات من عيد الأضحى المبارك في السنوات القليلة الماضي، تجد إنسانا يعرض ثلاجته للبيع بثمن زهيد بقصد شراء أضحية إن هو وجدها وبثمن باهض،وفي حالة كان الأمر كذلك فأين سيضع لحم الأضحية بعد كل هذا وذاك../تناقض التناقض/.

لقد تفتقت عبقرية الإعتماد على الإستيراد عوض التعويل على سياسة عمومية فاعلة و قطاعية للقطيع في وقت الحر والصقيع في إنتظار الربيع الذي قد يأتي وقد لايأتي؛وكان الله في عون من يكتوي.

لنعد إلى الاستيراد وماذا ياسادة؟ استيراد الأبقار والأغنام والماعز واللحوم الحمراءوحتى الإبل…!

ولعل سؤال اللجوء إلى هكذا استيراد كاسثتناء ظرفي، قد يكون مقبولا ولربما حتى معقولا،لكن أن يصبح قاعدة في الأصل بعدما تمت التضحية بالأصل (ليس المقصود بعيد الأضحى لأنه بريء)دون نظرة استباقية وبشكل شمولي لجمع شمل أبقارنا وأغنامنا وماعزنا”وإذا الإبل يومئذ سءلت..”

لعل السيد وزير الفلاحة كان صريحا وواضحا حول هذا الأمر،لقد تسلم المسؤولية في ظرفية حساسة وحرجة يعرفها الجميع كان الله في عونه،لكن تبقى أسئلة عالقة يريد الناس معرفتها تبعا للحق الدستوري في المعلومة ومنها على سبيل الحصر؛

ماهي كلفة الإستيراد،وماقيمة الدعم الذي حصل عليه المستورد المهني المستحق!؟ وليس هاوي اقتناص الفرص للمتاجرة في بؤس المواطن، وإلا فغياب المعلومة يفتح نيران التأويلات؟ و أيضا كم من رؤوس الأغنام و الماعز ذبحت، وكم منها بقي في الإستبطلات وكم منها بقيت أيضا ترعى في الغابات بعد التأقلم مع الجو في إنتظار مرور العيد المبارك، لتظهر لحوم جزء من هذه الأغنام في الأسواق معلقة والجديد هذه المرة تعليق السعر المرتفع معها وعليها؟ هذه مجرد تساؤلات طرحت ولا زالت تطرح في انتظار التوضيحات الشافية لعلها تشفي رواء غليل أولئك الذين فقدوا جزءا من قطيعهم اكتووا بغلاء الأعلاف والجفاف الطبيعي والجفاء السياسي.

أيضا، وأيضا أيضا،يبقى التساؤل حول الدعم المشروع،هل استفاذ منه الكساب الصغير الذي وجب دعمه منذ بداية الخريف للحفاظ على نعاجه لتلد الخروف ليرعي في مراعي الربيع ويكون موجودا في موسم الحصاد؛قديما قال الشاعر أبو العتاهية بيتا جميلا معبرا بروعة الزمان ووجدته يعبر بصدق عن بعض السياسات القطاعية المعتوهة كما للقطيع وفي كل مكان ببلاذنا الغالية على قلوبنا:

إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا

نذمت على التفريط في زمن البذر.

وحديثا قال جلالة الملك محمد السادس حفظه الله تعالى، بضرورة الحفاظ على المخزون الإستراتيجي في كافة القطاعات المعنية، فهل كانت قطاعتنا في المستوى لتحافظ على قطيعنا؟؛

صحيح أن العيد ليس من اختصاص وزير الفلاحة،وصحيح أيضا أن اختصاص الوزير هو توفير الماشية، والحال أن الماشية غير متوفرة،فلماذا لم يثم تدبير النذرة في زمن الوفرة هو السؤال/اللغز المحير.

اللهم اسقي عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحييي بلدك الميت.

اللهم آمين والسلام على من اتبع الهدى.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق