المعركة/السادني
عفط على مو..
مصطلح جديد يدخل عالم السياسة من بابه الواسع، والمناسبة انعقاد اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية نهاية الأسبوع الذي ودعناه بالرباط، حيث حضر الغاضبون من الأمين العام نبيل بنعبد الله، للإحتحاج على سعيه للإمساك بمقود حزب علي يعته للولاية الرابعة على التوالي.
إحتجاج الرفاق على أمينهم العام الذي يقول في العلن عكس ما يفعله في الكواليس -قال أنه لن يترشح لولاية أخرى ويغلق الأبواب في وجه معارضيه- كان سلميا لكن ووجه بعنف وكلام نابي من قبل نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب الكتاب وبعض مناصريه، حيث كان يوجه تعليماته وأمام الصحافة لأنصاره بمنع معارضيه من دخول قاعة الإجتماع ولو بالعنف، حيث قال لأحدهم: “اللي دخل عفط على مو”.
“عفط على مو” جملة جاءت على لسان الحاج الشيوعي نبيل بنعبد الله، على مسمع ومرأى الجميع، أبانت عن مدى ضيق الرقعة الديمقراطية داخل الأحزاب المغربية، وتشبث العديد من الزعماء بكرسي الزعامة الحزبية بشتى الطرق والوسائل.
“عفط على مو” جملة تعبر عن الرفض المطلق لأي تغيير ولو بالقوة، رفض لسماع صوت الٱخر، رفض لتداول النخب، رفض للكفاءات…
“عفط على مو” شعار مرحلة يختلف معناه من حزب لحزب لكن له نفس النتيجة والأهداف، حيث هناك من عفط على حزب بمناضليه وتاريخه السياسية وجعله حزب العائلة والمقربين، وهناك من عفط على حزب ٱخر وجلس على كرسي الزعامة إلى أن يتدخل عزرائيل…
“عفط على مو” والعافطون أشكال وأنواع: فيها الحاج الشيوعي الذي عفط على كل من يقول له لا، وفيها اليميني الذي جلس على الكرسي ولم يقم منه، وفيها اليساري وحتى اليسارية تعلمت “العفيط”، وفيها الإسلامي الذي عفط عل الأغلبية وعاد ليعفط على المعارضة… ليخلقوا لنا أحزاب العافطين..
فبمثل هذه التصرفات ترتفع نسبة العزوف عن الممارسة الحزبية وليس السياسي، وتتقلص القاعدة الجماهيرية الحزبية لتصبح مجرد ٱليات للممارسة الإنتخابية بعيدا عن دورها الأساسي المتمثل في تأطير وتكوين المواطن وإدماجه في الممارسة السياسية المؤسساتية.
تقبل الله حجكم…
عفط على مو…
عذراً التعليقات مغلقة