فصل المقال ما بين حكام تونس والجزائر من إتصال

2 سبتمبر 2022
فصل المقال ما بين حكام تونس والجزائر من إتصال

المعركة

فصل المقال ما بين حكام تونس والجزائر من إتصال
بقلم: رشيد لمسلم

في الوقت الذي ظل المغرب دائما ملتزم بحسن الجوار مع الدول المغاربية ومحاولة إنبعات اتحاد المغرب العربي، من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والرفاه والتقدم لشعوب المنطقة، في نفس الوقت، كانت هناك محاولات تظهر بين الفينة والأخرى من قبل حكام النظام الجزائري، لتصل اليوم الى دول تونس الشقيقة، التي يظهر انها تعيش أسوء فترة حكم، بعدما اخرجتها ثورة الياسيمن من حكم الاستبداد المطلق، وأسقط الربيع العربي مافيات ولوبيات الاقتصاد والمال التي كانت تتحكم في كل شيئ، لكن اليوم مع حكم القيس السعيد، تقول المؤشرات ان الأزمة وصلت الى حد لا يطاق، من ارتفاع المديونية وتراجع النمو الاقتصادي وتراكم الأزمات الاجتماعية نتيجة ” سوفسطائية” الرئيس، وعدم إلمامه بتسيير دولة تحتاج لاستراتيجيات اقتصادية والتنموية للخروج من ما خلفته سنوات ما بعد ” الثورة” من ركود اقتصادي وتضخم وتراجع معدلات السياحة والخدمات.
وقد ادخل استاذ القانون الدستوري قيس السعيد، تونس الى بؤر وأزمات، سياسية واقتصادية واجتماعية، منها تعطيل عمل المؤسسات الدستورية وتجميد عمل البرلمان، واخراجه لدستور على مقاسه، وهو ما جعل معارضة قوية تواجه القيس السعيد ومقاطعة الاحزاب والنقابات لسياسة الرئيس التونسي، كما ان الخارجية الأمريكية والاتحاد الاوربي نبهوا من ما تعيشه تونس من تراجع الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات و استبداد حكم الرئيس الذي يحاول تحويل تونس الى نظام بنعلي والحكم الواحد.
كما تعرف تونس في عهد حكم السعيد، التنازل المقدم من طرفه لحكام الجزائر، وما جعل العديد من المراقبين يؤكدون ان تونس لم تعد دولة سيادة ومستقلة، بل تتحكم فيها أيادي خارجية استغلت الاوضاع الاقتصادية المتأزمة لبسط نفوذها بتدخل المال الخارجي والتحكم في الحياة السياسية والاقتصادية، ومنها تدخل حكام قصر المرادية وجنرلاته في الشؤون الداخلية التونسية، بدأتها بتقديم مساعدات مالية.
وسقط القناع عن حكام تونس الجدد، بهرولتهم نحو حكام الجزائر، وكان اخرها استقبال القيس السعيد “المجرم” المتابع قضائيا ابراهيم الغالي في قضايا جنائية خطيرة نتيجة ما مارسه ويمارسه في مخيمات تندوف من ابشع الجرائم ضد الانسانية.
فكيف سمح الرئيس التونسي لنفسه، باستقبال ابراهيم غالي وهو القادم من المخيمات عبر طائرة جزائرية، فهل غالي رئيس دولة؟ وكيف سمح لنفسه بتكسير العلاقات التاريخية التي تجمع الشعب المغربي بشعب تونس، الذي دائما كان المغرب مع كل قضاياه، والمغرب قدم مساعدات لتونس في لحظات صعبة ومنها المساعدات الطبية والصحية لمواجهة جائحة كرورنا؟
كما ان ملك المغرب، زار تونس ما بعد الثورة، وقام بين اشقائنا توانسة، وتجول في شوارع تونس؟
لكن، يبدو ان الرئيس التونسي الذي يتقن فقط “الهرطقة اللغوية” تناسى بأن الصحراء المغربية هي البوابة الكبرى التي يرى بها المغرب العالم، كما قال عاهل البلاد في خطاب ثورة الملك والشعب، فتبا للأموال المنهوبة من قبل حكام الجزائر، التي حرمت ابناء الجزائر من تحقيق التنمية ومحاربة البطالة وعدم اللجوء الى قوارب الموت وتبا لأموال الجنرالات التي تريد شراء نظام حكم تونس ضدا على المغرب، لكن نقولها مرة أخرى، كان الحلم ان يكون اتحاد المغرب العربي طريقا لتحقيق الاقلاع الاقتصادي والتنمية والتقدم والازدهار، لكن تبقى الشعوب تنتظر هذا الحلم عسى أن يأتيها رؤساء لديهم رغبة الانصات لشعوبهم وليس لمصالح متعددة ومتحولة، في الوقت الذي ما زال ملك المغرب يمد يده لأشقاءنا في بلدان المغرب العربي، لأننا نبقى أخوة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق