المعركة
نظم ماستر حقوق الإنسان والتقاضي الدولي حفل قراءة وتوقيع كتاب الدكتور بوجعبوط المصطفى حول موضوع: “الاختفاء القسري والعدالة الانتقالية بالمغرب: أية مقاربة لمعالجة ملف الاختفاء القسري؟”، وقد قدم أساتذة جامعيون قراءة في هذا الكتاب القيم كل من الدكتور عبد القادر مساعد والدكتور عبد الله العلوي أبو اياد والدكتور أمين أعزان والدكتور محمد النشناش وتلاه نقاش واسع من لدن الأساتذة وطلبة حقوق الإنسان برحاب كلية الحقوق- طنجة وذلك يوم السبت 08 فبراير 2025.
وقد قدم الدكتور بوجعبوط كتابه الذي اعتبر من الكتابات المهمة والإستثنائية التي يجب أن يطلع عليها الطلبة والباحثين لأهميته المعرفية في مجال العدالة الانتقالية وحقوق الإنسيان، ويعتبر المؤلف أن الوقت مناسب لكتابة التاريخ بوقائعه من زاوية أخرى وخصوصا بعد مرور 20 سنة من نهاية عمل الهيأة، فالكتاب يركز على دور العدالة الانتقالية في معالجة ظاهرة الاختفاء القسري بالمغرب ما بين 1956 و 1999 فترة اشتغال هيأة الإنصاف والمصالحة، كما رصد الكتاب الاختفاء القسري في بعده الدولي وأثره الاقتصادي والاجتماعي على ذوي المختفي قسرا طيلة الاختفاء القريب أو البعيد الأمد أو الذي لازال مختفيا في الزمن نتيجة تأثير وتأثر الأسرة من التدهور المالي والنفسي بسبب المختفي مما يعرض الأسرة إلى التهميش والإقصاء العائلي والاجتماعي وقد يصيب منطقة جغرافية بالكامل …وقد اثير في هذا الشأن عن ضرورة تعميق البحث في سيكولوجية الضحايا من الناحية الاجتماعية والنفسية والثقافية.
وعرض المؤلف الاختفاء القسري في ضوء الاتفاقيات الدولية من خلال الترسانة القانونية لرفاة الضحايا وأثر الاختفاء القسري على أطفال الضحايا وذوي الحقوق ووضعيتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ودور الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري أو غير الطوعي من خلال استعراض نماذج من تقارير الفريق حول المغرب، وتطرق الكَاتب بشكل دقيق لتقرير الذي قدمته المملكة المغربية وردود اللجنة المعنية بالاختفاء القسري إلى جانب عرض التقارير الموازية للمجتمع المدني وأصحاب المصلحة مواكبا للتقرير الرسمي الذي قدمته المملكة بشكل متأخر في يوليوز 2021 ودور المجتمع المدني الذي واكب مجريات التقرير المقدم خلال دورة 27.
وركز الكاتب على الحالات العالقة للاختفاء القسري بالمغرب وخصوصا الحالات التسع (9) العالقة في ضوء العدالة الانتقالية المغربية ومسارها في ضوء التقارير الرسمية، وحالات أخرى مرتبطة بالأحداث الاجتماعية 1981-1984-1990… وغيرها.
ويشير الكِتاب إلى بعض الإشكاليات المرتبطة بالرفات في تجربة العدالة الانتقالية المغربية إذ لازالت تثير عدة تحديات من التأكد من رفاة الضحايا لدى ذويها واكراهات استخراج الرفاة ومعرفة الحقيقة العلمية (ADN) عليها وتعميمها على جميع الرفاة والحالات العالقة في مختلف الأحداث والوقائع الاجتماعية.
وأشار الدكتور بوجعبوط أمام طلبة حقوق الإنسان بعد النقاش وتساؤلات من جيل لم يعاصر تلك الأحداث عن أهمية تجربة العدالة الانتقالية بالمغرب بالرغم من التحديات والإكراهات إلا وأنها تشكل مداخل متعددة للتحول والانتقال من مرحلة إلى مرحلة أكثر استقرارا تتسم ببنية وحرية فكرية في المجتمع المغربي وذلك يعود إلى الدور الريادي الذي لعبه جلالة الملك محمد السادس في الوقوف وتتبع مسار عمل هيأة الإنصاف والمصالحة وإخراج توصياتها ضمن الوثيقة الدستورية 2011. وأشار الدكتور بوجعبوط أن تدريس حقوق الإنسان بالجامعات المغربية وبالضبط بكلية الحقوق طنجة فإنها تشكل أحد توصيات هيأة الانصاف والمصالحة من خلال الوعي والتثقيف الحقوقي بالمغرب.
وأكد الدكتور بوجعبوط أن هذا الكِتاب يأتي في سياق معرفي ذو طابع عام لما عرفته التجربة المغربية في مدى معالجتها لملفات الاختفاء القسري بالمغرب وخصوصا بعد مرور 20 سنة من عمل هيأة الانصاف والمصالحة، لذا فالكِتاب يتطرق لدور وعمل وخصوصيات هذه التجربة في معالجتها لهذا الملف الشائك، وسياق آخر تثقيفي لمعرفة مخاطر الاختفاء القسري وأثره الاجتماعي على المجتمع برمته سواء في بنياته الثقافية أو الاقتصادية أو النفسية على ذوي الحقوق وأقارب الشخص المختفي وغيرهم، ودور المجتمع الدولي في تتبع سياقات عمل الدول في القضاء على جريمة الاختفاء القسري .
عذراً التعليقات مغلقة