عيني عليك
المتتبع للشأن السياسي المغربي بصفة عامة والشأن الحزبي على الخصوص لابد أن يثيره الصمت الغريب والغير المعتاد الذي أصاب الزعيم الإتحاد إدريس لشكر خاصة بعد إخراج النسخة المعدلة لحكومة العثماني.
إدريس يصمت في صمت، أمر غريب، هل هو غضب أم غضبة، أم تغيير تكتيكي؟؟ أسئلة تطرح في صالونات السياسة، فهناك من يقول أن “با ادريس” غاضب و “زعلان” من عدم استوزاره، وهناك من يعزو صمت ادريس إلى تحسسه لحبل المشنقة بعدما اقتلع من المشهد الحزبي رفاقه في الزعامة الصدامية مثل بنكيران وشباط وإلياس..
عكس ما يقال فهناك من يرجع اختفاء لشكر عن الساحة الإعلامية إلى هدنة غير معلنة يراد منها إحداث تغيير استراتيجي في التموقع في الخريطة السياسية والحزبية، خاصة مع قرب الإنتخابات حيث تعرف السنة الأخيرة من عمر الحكومة تدافعا سياسيا كثيرا ما ينتج عنه حوادث وصدامات بين الأحزاب.
إدريس لشكر شخصية ذكية ومتمرسة تتقن فن التموقع، وتعرف ما تقدم وما تؤخر، ومتى يهاجم ومتى يدافع، وكيف يوظف من ينوب عنه في هذه المهمات السهلة على شخص مثل إدريس لشكر.
فتراجعه وراء الكواليس واختفاؤه عن الأنظار ليس أمرا عاديا وإنما يحمل في طياته رسائل معينة لجهة معينة، بعدما نسق وعربد إلى جانب أخنوش قبل وأثناء تشكيل الحكومة الحالية، تطل علينا جريدة الإتحاد لسان حال الحزب بركن قصير لكنه يحمل “سما” دسما لحليف الأمس التجمع الوطني للأحرار في شخص زعيمه عزيز أخنوش، برسائل ظاهرها تساؤلات ومضمونها انتقادات.
فهل ستكون 2020 سنة تغيير الوجهة والعودة إلى إحياء الكتلة بعدما بدأ يتضح معالم المرحلة المقبلة خاصة مكونات حكومة 2021 التي قد تقتصر على حزبين رئيسيين هما العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، أو قد يكونا عمادا الحكومة المقبلة، مما يفقده حليفه الحالي التجمع الوطني للأحرار، خاصة بعد اصطفاف رفاقه في الكتلة في صف المعارضة.
إدريس لشكر يعرف جيدا أن التموقع الحالي سيجعله تائها لا هو مع رفاق الكتلة ولا هو مع إخوان الحكومة، وبالتالي فالأمر يحتاج منه دراسة وسرعة في القرار للخروج من هذه الوضعية التي لا يحسد عليها والتي قد تعصف بمستقبله السياسي كما حصل مع بنكيران إلياس وشباط.
فهل يستطيع “با ادريس ” العودة للظهور في الموقع الحقيقي الذي يجب أن يكون عليه حزبه؟؟
عذراً التعليقات مغلقة