المعركة
حوار اجتماعي بسقف محدود
ودون مفعول مجتمعي
بقلم: عدي السباعي
بمناسبة جولة الحوار الاجتماعي المنطلقة أمس الأربعاء سجلنا وفي سابقة من نوعها وباستغراب شديد ترحيب وتفاؤل ممثلي النقابات المشاركة في الحوار حتى قبل حديث الحكومة المانحة! وحتى قبل الإعلان الرسمي عن نتائج هذا الحوار ! فهل هذا دليل على أن الحكومة تحاور نفسها ؟ أم النقابات الكبرى انتخابيا أصبحت تقتنع حتى بالقليل غير المضمون ! ؟
فماذا عن الزيادة العامة في الأجور؟ وهل سيشمل تخفيض الضريبة عن الدخل جميع الموظفين؟ وماذا عن وصفة الحكومة لإصلاح صناديق التقاعد المقبلة على الإفلاس؟ وأين الوعود السخية للأطباء والممرضين ؟
خلاصة القول هل سيصل سقف حوار اليوم سقف حكومة عباس الفاسي أوعلى الأقل حكومة العثماني رغم ما يعاب عليهما ؟ ومتى سيتحول هذا الحوار النخبوي الضيق إلى حوار مجتمعي يلامس قضايا ذات طابع تنموي بعناوين الإنصاف الإجتماعي والمجالي وتقديم ٱليات لضمان العيش الكريم لكافة فئات المجتمع بأجرائه ومعطليه ومتقاعديه ، ساكنة مدنه وبواديه وجباله، فهل بمقدور حكومة القطيعة ودفنا الماضي التأسيس لهذا النموذج الجديد وهذا الجيل المغاير لنسخة الحوار الاجتماعي بصيغته التقليدية المتحاوزة؟
أتمنى أن تفاجئنا حكومة الكفاءات بما لم يحققه السابقون حتى وإن غابت أو غيبت الوعود الانتخابية السخية للاحزاب الممثلة في الحكومة الحالية على طاولة الجولة الحالية للحوار الاجتماعي ٱملين أن تقدم البدائل الموعودة في القانون المالي المقبل،
فلماذا لم يشمل الحوار الزيادة الموعودة في أجور الأساتذة بالثلث؟ أين وعد إدماج الأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين في الوظيفة العمومية بأرقام مالية مركزية؟ أين دعم الأسر المعوزة؟ أين تعويض النساء الحوامل الموعود لكل طفل يولد في عهد هذه الحكومة ب 2000 درهم , ونصف هذا الدعم للمولود الثاني؟ وأين بطاقة رعاية التي تقول بموجبها الصيدليات للمرضى هيث لك وبالمجان؟ أين دعم مدخول الكرامة لمسني الوطن ومتى وكيف؟
الأكيد أن الحكومة، رغم عنادها السياسوي ورفضها لدواء الواقعية ورغم تجاوز الواقع بأزماته الذاتية والخارجية لشعاراتها الانتخابوية، حريصة على تنفيذ التزاماتها، كما تعلن على الأقل في خطاباتها المحدودة وغير المؤثرة، أكثر وأفضل من بعض النقابات التي صار صوتها مجرد رجع صدى لصوت الحكومة، وهو توجه مع الأسف الشديد لا ينسجم مع خيار مغرب المؤسسات ومغرب يتطلع إلى حوار مجتمعي يستوعب كل دينامياته بعيدا عن أفق محدود لتيارات حزبية ونقابية تنتصر للمواقع الانتخابوية والانتذابية العابرة على حساب مصالح المجتمع والوطن بثوابته وخياراته الاستراتجية .
وطبعا يبقى المغرب وسيظل أكبر من كل توافقات نخبوية ومصلحية ظرفية وعابرة.
عذراً التعليقات مغلقة