المعركة
إشكالية الحكومة إشكالية تواصلية
حفيظ الزهري
أعتقد أن مشكلة الحكومة تواصلية محضة .. زعماء الأغلبية خرجتهم كانت مستفزة أكثر مما هي مطمئنة.. خرجة صبت الزيت على النار.. أحد زعماء الأغلبية أصبحت خرجاته الإعلامية تشكل نقطة سوداء في التواصل الحكومي، تدخلات كانت سببا في تأجيج العديد من الإحتجاجات..
ملف إضراب الأساتذة يحتاج للغة تواصلية تتسم بالرزانة والعقلانية وتدقيق في المصطلحات عوض لغة شعبية ومزايدات سياسية، الظرفية لا تحتمل مزيدا من التأجيج: غلاء الأسعار ، تلاميذ خارج القسم، سوق الشغل ضعيف الإستقطاب، جفاف فلاحي… فالارضية لا تحتمل مزايدات سياسية.
زعماء الأغلبية الحكومية تكلموا عن النقابات وكأنها قطاعات وزارية أو أحزاب سياسية مشاركة في الحكومة وليست تمثيليات للمأجورين، مع الأسف اللغة التواصلية خانت الزعماء الثلاث حيث كانت إشارات كان هناك اتفاقات سرية بين النقابات والحكومة خارج مصلحة المأجور، جعل الحكومة تضغط على زعماء النقابات الموجودين في حالة ضعف أمام القيمة المالية التي ضخت في صناديقهم من قبل الحكومة تحت راية دعم الحوار الاجتماعي.
نقابات فشلت في الحفاظ على دورهم الوسائطي كمؤسسات وسائطية، بعد أن سحبت التنسيقيات البساط من تحت أقدامها لغياب الديمقراطية الداخلية وتداول النخب حيث يطعى على تغييرها الزعماء الخالدون الذين لا يغادرون الكراسي إلا بتدخل من عزرائيل مع الأسف.
إشكالية الأساتذة المضربين ليست قطاعية محضة، بل هي إشكالية بنيوية عميقة تحتاج لعلاج عميق تتدخل فيه الحكومة بجميع قطاعاتها، للوصول إلى حل لن نقول يرضي جميع الأطراف، وإنما حل يقود نهضة تعليمية مغربية وليس إصلاح ترقيعي يعتمد المهدئات وليس حلول جذرية تحفظ كرامة الاستاذ وتصون هبة المدرسة العمومية..
على الحكومة أن تراجع سياستها التواصلية، وتتجنب الخطابات الاستفزازية لأن الأغلبية العددية داخل البرلمان لا تعني أن لها أغلبية في الشارع المغربي.
الحكومة تحتاج لزلزال سياسي يعيد الحركية للمشهد السياسي المغربي، نحتاج لكفاءات سياسية تواصلية قادرة على تحقيق التوازن مع الشارع، ويعيد النقاش السياسي للمشهد والفضاء العموميين لتجنب الفراغ السياسي الذي ساهم في إنتاج نقاش سياسي مؤجج ومهيب غير متحكم فيه.
نحن في حاجة للحوار ونقاش مبني على الإحترام والتقدير بين كل فئات الشعب المغربي، بين الحاكم والمحكوم، وتفادي لغة الاستفزاز ولغة الوعود، بل لغة واضحة وصريحة، فالمغرب ناضج ولا يمتلك غير كرامته.
عذراً التعليقات مغلقة