وكفي أحزابنا شر القتال
بقلم: حفيظ الزهري
لماذا تعقد أحزابنا مؤتمراتها؟ لماذا كل هذه المصاريف من المال العام والخاص؟ لماذا كل تلك الخطابات الجياشة والرنانة؟ لماذا كل هذه المسرحيات السياسية التي تمثل فوق خشبات القاعات العمومية وبتغطية إعلامية؟
لماذا كل هذه الأسئلة التي أصبح الجواب عنها لا يحتاج إلى تفكير وأوراق سياسية وربما لتحاليل المحللين والمحرمين، في زمن أصبحت اللعبة الحزبية تلعب بأجساد عارية وفي ملاعب سياسية شفافة رغم ما يوجه من تهم باطلة في حق الكولسة، التي اضحت كسد منيع في طريق تداول النخب للحفاظ على الإمتيازات الخاصة ل “غول” سياسي الف الريع والمتاجرة فيه.
لماذا عقد حزب الإستقلال مؤتمره؟ وقبله الأصالة والمعاصرة، وقبلهما الحركة والتقدم والإشتراكي…؟ ولماذا سيعقد العدالة والتنمية وأحزاب الدستوري والحركة الديمقراطية الإجتماعية و… مؤتمراتها؟
فإن كان ومازال منطق الزعيم الخالد واستمرارية العائلة في التحكم في مقود حافلة الحزب هو الشعار والراعي الرسمي لكل مؤتمرات الأحزاب، فلماذا لا تجتمع هذه القيادات على مائدة عشاء لذيذة وطيبة وتكفي جنودها وأتباعها شر القتال مادامت القرارات تتخذ على الموائد الدسمة وفي الغرف المغلقة في فنادق وفيلات خمسة نجوم.
لا أفهم “حسب قدرة فهمي الضعيفة اصلا” لماذا تكدس قيادات احزابنا اتباعها وتجاوزا “مناضليها” في الحافلات وسيارات القادة المحليين في اتجاه العاصمة الرباط لحضور حفل مسرحي إن صح التعبير إن لم يكن هو الأصح بسيناريو محبوك مهندسوه همهم الوحيد الحفاظ على السلالة بالتوافق.
التوافق والقيادة المشتركة والتنسيقيات… ظاهرة اقتحمت عالم السياسة كوسيلة لتقاسم المناصب بين القيادات وبين التيارات الشخصية وليس الفكرية طبعا.
غياب أوراق سياسية وصراع الأفكار التي كانت تميز مؤتمرات الأحزاب حيث كانت سهرات النقاشات السياسية تجعل من المؤتمرات الحزبية بمثابة منصات لنقاش سياسي حول السياسات العمومية ومستقبل البلاد، عوض ما أصبحت عليه من نقاشات شخصية ومحطة للتموقعات الفردية على مستوى الساحة السياسية.
سؤال تداول النخب السياسية داخل احزابنا أصبح مؤرق ومشوش على القيادات الحزبية، فلماذا لا تعقد المؤتمرات الحزبية داخل مقراتها التصفيق وزغرتات “المناضلات” حفاظا على الولاءات وترسيخ الزعامة الخالدة بدون عراك بالكراسي والصحون والسب والشتم بين الأتباع “المناضلين” البسطاء، وكفى احزابنا شر القتال.
عذراً التعليقات مغلقة