عيني عليك
حكومة بهيكلة جديدة، وجوه جديدة، وزرات سياسية أصبحت تقنوقراطية، قانون مالي معد في عهد الحكومة القديمة لهيكلة جديدة، ثقة مفقودة في المؤسسات الوسائطية من قبل المواطن، اهم مميزات الدخول السياسي لهذا الموسم.
إن تجميع القطاعات الحكومية وتقليص عدد الحقائب الوزارية سنة حميدة ربما ستكون بمثابة مرحلة تقعيدية وتاسيسية للمستقبل، قد تصبح قاعدة في تشكيل الحكومات المستقبلية بعيدا عن منطق الإرضاءات، بل سنصبح أمام منطق الكفاءة والنجاعة لان الامر لم يعد يحتمل الرجوع للوراء، بقدر ما أصبحنا امام ضرورة ترشيد التفقات من جهة، وضرورة الترفع عن طابع الوزيعة الذي ميز المراحل السابقة من تشكيل الحكومات.
الاحزاب السياسية اصبحت مطالبة اليوم قبل الغد بالنزول للقواعد والعمل على نهج سياسة القرب من أجل التاطير واستقطاب الكفاءات خاصة على المستوى المحلي والجهوي لأننا مقبلون على تنزيل ورش كبير متمثل في الجهوية الموسعة وما يحتاجه هذا المشروع من كفاءات محلية لإنجاحه وتنزيله على أرض الواقع، عوض التركيز على العمل المركزي المركز في العاصمة.
كما أصبحنا في حاجة لاحزاب ديمقراطية تساهم في تدوير وتذويب النخب في المؤسسات لان منطق الزبونية والقرابة العائلية أبانت عن فشلها في استقطاب الكفاءات، كما انه ساهم في المزيد من النفور من العمل والممارسة الحزبية خاصة من قبل فىة السباب.
ما يجب ان يستحضره العقل والمدبر السياسي هو اننا اليوم امام دخول سياسي يحتاج للرزانة السياسية بعيدا عن المزايدات الفارغة التي لا تزيد المشهد السياسي المغربي إلا بؤسا، وهذا يفرض تطوير الاداء الحزبي والتفكير في آليات جديدة لتحقيق التواصل مع المواطن مع اعتماد الشفافية والتحلي بالمسؤولية والمواطنة الحقةاستعدادا لاستحقاقات 2021 التي يمكن اعتبارها محطة فيصلية لنقل المغرب لمصاف الدول الدينقراطية الحقة، وهذا طبعا يحتاج لتضحيات من قبل كل الفاعلين بما فيهم السياسيين والإقتصاديين والإجتماعيين…
اليوم نحن في حاجة لوطن يتسع للجميع، لعدالة مجالية تراعي الفوارق بين مختلف مناطق المغرب أي في حاجة لتنمية مواطنة غير مركزة في مناطق بعينها وإنما التوزيع التنموي العادل وهذا هو اكبر رهان يجب على الحكومة جعله ضمن اولوياتها.
عذراً التعليقات مغلقة