المعركة _ الرباط
تأثرت أغلب القطاعات الاقتصادية الوطنية سلباً جرّاء أزمة جائحة فيروس “كورونا”؛ فرغم التباين المسجّل على مستوى الضرر الذي أحدثته من قطاع إلى آخر، يدعو خبراء اقتصاديون، للتدخل خلال الفترة المقبلة من أجل وضع خطط استراتيجية تدعم القطاعات الأكثر تضررا، وتخفف من تداعيات هذه المرحلة الصعبة على الاقتصاد الوطني خلال المستقبل القريب.
بخصوص أولويات إعادة إقلاع الاقتصاد الوطني، يرى عمر حنيش، مدير المركز متعدد التخصصات للبحث في حسن الاداء والتنافسية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن القطاعات الأكثر تضررا من جائحة “كورونا”، هي أساسا قطاعات: “النقل الجوي، البحري، الطرقي والسككي، السياحة، الفندقة، المطعمة، والأنشطة المرتبطة بالتصدير والاستيراد،خاصة صناعة السيارات، صناعة أجزاء الطائرات والنسيج، قطاع البناء، الفلاحة..”، مؤكدا أنها (القطاعات) “ستعرف مستويات نشاط متدنية، حتى بعد رفع حالة الطوارئ الصحية، إلى حين التوصل إلى لقاح فعال ضد فيروس كورونا”.
واعتبر حنيش في مقالة بحثية بعنوان “ما بعد كوفيد-19: تساؤلات المرحلة واستشراف الخطوات الضرورية”، أن إعادة القطاعات الاقتصادية، ذات الصلة بالخارج، إلى مسارها الطبيعي قد يكون معقدا إن لم يكن صعبا للغاية، كاشفا أن هذه الأخيرة ستبقى رهينة بعودة دواليب الاقتصاد العالمي إلى سيرها العادي إضافة إلى التموقعات الجديدة التي ستعرفها الخريطة الاقتصادية العالمية.
وشدّد نائب رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط على ضرورة أن يتملك كل قطاع حيوي خطة إقلاع خاصة به خلال المرحلة المقبلة، على أن تراعي خصوصياته وتسهر على تحقيق الانسجام بين مختلف السياسات القطاعية.
وأوضح الكاتب أنه، بعد نهاية الأزمة الحالية، “يجب تنزيل النموذج التنموي الجديد، الذي طال انتظاره، كنموذج مواطن يخدم مصالح المواطنين”، إضافة إلى ضرورة “استخلاص العبر والدروس من ازمة كوفيد-19″، وذلك بدعم القطاعات الاجتماعية الحيوية خاصة الصحة والتكوين والبحث العلمي بوضعها كأولى الأولويات، في تحديد الاستراتيجيات والسياسات العمومية.
واعتبر حنيش أن الازمة التي نعيشها حاليا والتحديات الي يجب علينا خوضها من أجل تجاوز تداعياتها، “لا يمكن مقارنتها بأي ظرفية مررنا بها خلال العقود الأخيرة” مما يصعب حسبه “تحديد مدى خطورتها وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع، لذا يجب أخد المزيد من الحيطة، والصمود باستماتة والتحلي بقيم التضامن والتفاؤل والتآزر كي نتمكن من إيجاد حلول فعالة وناجعة تمكننا من تجاوزالأزمة”.
عذراً التعليقات مغلقة