المعركة _ الرباط
لم يتردد الشاب هشام بودي، ابن بلدة تغجيجيت، جنوب غربي المغرب، في البوح بحكاية نجاحه على مواقع التواصل الاجتماعي بالأمازيغية، قادته خمس دراهم من صباغ بميناء أكادير إلى مهندس في وكالة الفضاء الأمريكية NASA.
روى الشاب هشام أنه عن طرق الصدفة عثر على عشرة دراهم بميناء أكادير حيث كان يعمل، وهو راغب في الترشح لقرعة “أمريكا”، فرافق صدقا له لاستوديو التصوير من أجل استخراج صور يرفقها بملفه للترشح للقرعة.
غير أنه لما ولج استوديو التصوير كانت كلفة الصور خمسة عشر درهما، وهو لا يتوفر سوى على عشر فقط. يحكي أنه “استنجد بصديق له فأكمل له الخمسة دراهم المتبقية للحصول على الصور الفوتوغرافية المطلوبة، كما يحكي”.
في روايته، يؤكد أنه “لولا الخمسة دراهم لما وصلت إلى ما أنا بصدد اليوم، مهندس بوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، وكيف أن دعم صديقه المادي القليل حقق حلمه اليوم وسط مطبات وصعوبات عاشها بعد التحاقه ببلاد أمريكا فيما بعد.
ومن بين العقبات التي واجهها، يحكي الشاب هشام، مشكل اللغة الانجليزية على الرغم من مستواه ذي الباكلوريا التي حازها بثانوية العرفان (كلميم) بمعدل 12.93، ثم التحق بالمعهد العالي للصيد البحري وتخرج ليشتغل نحو 40 يوما وغادر لأنه لم يرقه ذلك العمل، بعدما اجتاز مباراة الشرطة ولم يقبل فيها”.
واصل هشام بودي التحدي، بعد ظفره بنجاح في قرعة “أمريكا”، حيث رحل عن بلاده المغرب والتحق بأمريكا، ليسجل بالجامعة الأمريكية بعد أن رتب الأخير في تصنيف اللغة وسجل بالهندسة في الاكترونيات ويطور ملكاته التواصلية واللغوية في اللغة الانجليزية وحصل على شهادة جامعية.
ويتوجه الشاب هشام بنصيحة لمن يرغب في متابعة دراسته بأمريكا أنه من “الضروري أن يتمكن أن أبجديات اللغة الانجليزية حتى لا يضيع سنوات كما فعل، لأنني تحملت ما يقارب 115 مليون سنتيم مصاريف لذلك، ساهمت الدولة الأمريكية بنحو 80 وتحملت الباقي بعد أن زاولت بين العمل والدراسة”.
ما ينصح بهد الشاب هشام أهالي تغجيجت والشاب من أمثله أو أقل أنه “لا شيء مستحيل، وأنه ينبغي أن نتخلص من أفكار اليأس لأنه بالإمكان الوصول إلى المبتغى والنجاحات” يروي هشام بودي.
عذراً التعليقات مغلقة