المعركة
البيان العام الختامي للمؤتمر الوطني الثاني لمنتدى مغرب المستقبل- حركة قادمون وقادرون:
انعقد المؤتمرالوطني الثاني لمنتدى مغرب المستقبل- حركة قادمون وقادرون-، يوم السبت 25 يونيو 2022 بقصر المؤتمرات الولجة- سلا، تحت شعار ” استمرارية، تراكم وعمل متجدد”، بحضور ممثلات وممثلين عن اثنتين وعشرين دينامية من داخل المغرب ومن خارجه، مع حضور متميز لضيوف وشخصيات وطنية حقوقية وفعاليات مدنية ونقابية، وممثلي مؤسسات سياسية وجماعات ترابية وهيئات دستورية.
وقد افتتح المؤتمر بتنظيم ندوة موضوعاتية حول موضوع: “الذاكرة الجماعية للديمقراطية بالمغرب”، والتي أطرها أساتذة باحثون وفاعلون مدنيون وإعلاميون؛ تطرقوا فيها لأهم المحطات التي عاشها المغرب، من مسارات و أحداث ووقائع، وما ترتب عنها من نقاشات عمومية، و إصلاحات دستورية وسياسية، وأوراش اجتماعية وحقوقية.
وقد خلصت الندوة إلى بلورة مجموعة من التوصيات المتعلقة بحماية الذاكرة الجماعية وحفظها من النسيان والتزوير من أجل صناعة رأي عام جديد حول الهوية الثقافية للديمقراطية في المغرب واعتبارها قيمة سياسية يتبناها الناس ويمارسونها لتحرير الممكن، لضمان فضاء عمومي منظم ومؤطر، يكرس الوحدة الوطنية والترابية، ويضمن العيش المشترك والمواطنة الكاملة والمصلحة العليا للوطن في إطار دولة الحقوق والواجبات.
كما تميزت الجلسة الافتتاحية بكلمة رئيس المنتدى التي ركز فيها على ضرورة حماية المكتسبات الديمقراطية عبر التمكين السياسي للمواطن المغربي ومنحه الآليات والأدوات لممارسة دوره المحوري، وتشجيعه على التكوين والتأطير والابداع و سيادة اختياره.
كما استحضر الجدل الدائر الذي تعرفه بلادنا حول الحريات الجماعية والفردية وموضوع نظام الإرث ومدونة الأسرة وحرية الرأي والتعبير، والانفتاح على القيم الديمقراطية و الحداثية والحضارات الإنسانية، داعيا إلى مقاومة الجهل والتجهيل والعدمية والشعبوية، ومناهضة اقتصاد الريع واستغلال الملك العمومي، للحد من الفساد و الفوارق الاجتماعية واستغلال النفوذ والمحسوبية والزبونية.
كما ثمن رئيس المنتدى كل الجهود والنضالات الهادفة لحماية الحقوق الأساسية والحريات العامة التي كرسها الدستور المغربي في كثير من أحكامه.
كما عرفت الفترة المسائية، عرض التقريرين الأدبي والمالي، والمصادقة عليهما بالإجماع، كما تم التصويت على دليل المؤتمر الوطني الثاني ومشروع التعديلات المتعلقة بالقانون الأساسي، والمصادقة على الخطة الاستراتيجية المقبلة، وانتخاب أعضاء المجلس الوطني للمنتدى والمكتب الوطني التنفيذي بالإجماع (على رأسه الأستاذ المصطفى المريزق) ، و كذا خبراء مجموعة التفكير.
وانطلاقا من الروح الوحدوية التي جمعت المؤتمرين والمؤتمرات واستكمالا لجهود ترسيخ الأهداف المؤسسة للمنتدى، والمساهمة في كل مبادرات الشراكة والتعاون والعمل من أجل مغرب المستقبل، واعتبارا لما حققه المنتدى من تراكم واستمرارية و عمل متجدد منذ تأسيسه- سنة 2017-، وبناء على ما تم عرضه من خلاصات وتوصيات، فإن منتدى مغرب المستقبل-حركة قادمون وقادرون- يعبر عن ما يلي:
* اعتزازه بعمل مختلف الديناميات المكونة للمنتدى داخل الوطن وخارجه، والدعوة لتعزيزها وتقويتها؛
* استعداده الدائم للانخراط القوي إلى جانب كل القوى الصديقة في كل الأوراش الوطنية المجسدة للاختيار الديمقراطي الحداثي من أجل مغرب أفضل.
* التزامه بتكريس نضال القرب إلى جانب المواطنات والمواطنين، والترافع على قضاياهم العادلة والمشروعة في الصحة والتعليم والشغل والسكن.
* تشبثه بمطلب دمقرطة وتجويد منظومة التربية والتكوين ورد الاعتبار للمدرسة العمومية والجامعة.
* استمراره في الدفاع عن كل قضايا مغاربة العالم.
وبناء على ما ورد من تقييم لحصيلة المنتدى وما تضمنه التقرير الأدبي، ومختلف المساهمات والتدخلات والأفكار والمقترحات، فإن المؤتمر يسجل ما يلي:
* أن تردي الأوضاع المعيشية، بسبب الزيادات المهولة للأسعار، يوسع الأزمة الاجتماعية والنفسية للمواطنات والمواطنين، ويستدعي التدخل العاجل للحكومة لتحقيق الأمن الغذائي والصحي وضمان الانتقال الطاقي والايكولوجي والرقمي وتحقيق السلم الاجتماعي؛
* البطء في تفعيل النموذج التنموي الجديد، و تغييب المقاربة الحقوقية والاجتماعية في السياسات العمومية، وعدم التجانس في التنفيذ الفعلي للعدالة الاجتماعية و المجالية وفقا لمقاربة شاملة للتنمية وحقوق الإنسان وتكافؤ الفرص؛
* المزيد من تقليص الاستثمار في التعليم العمومي والتجهيزات الأساسية والخدمات الصحية والثقافية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني؛
* الاستمرار في تهميش الكفاءات العلمية والفكرية و الأطر العليا المعطلة وحاملي الشهادات وجعلهم عرضة للإقصاء والتهميش؛
* غياب رؤية استشرافية لقضايا الطفولة والشباب والمرأة والأشخاص في وضعية إعاقة، لحمايتهم من التمييز، والإسراع بإدماجهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتشيعهم على الانخراط في العمل السياسي النبيل وفي الحياة المدنية الثقافية والإعلامية والرياضية، وتفعيل مبادئ وقواعد مقاربة النوع الاجتماعي؛
وفي ختام أشغال المؤتمر، جدد منتدى مغرب المستقبل-حركة قادمون وقادرون-، استعداده اللامشروط لدعم التعبئة المواطنة لنصرة قضية الوحدة الترابية الوطنية الكاملة، والتنويه بالدبلوماسية المغربية المستمرة على المستوى العربي والإفريقي والدولي. كما أكد على دعم بلادنا في تضامنها المطلق مع مطالب الشعوب الصديقة والشقيقة وحقها في السلم والأمن الدوليين، وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني، ومناصرة كل ضحايا العنف والإرهاب والعنصرية والاعتداءات المسلحة على سيادة الشعوب والتدخل في مصيرها. ويعبر عن تضامنه مع المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء ببلادنا.
عذراً التعليقات مغلقة