الحاجة للاتحاد
الجيلالي بنحليمة
في ذكرياتي لا يقترن الاتحاد الاشتراكي الا بالانعتاق، من قهر صغير وكبير، كنت من المساهمين في ثورة ضئيلة ضد احد أعيان دورانا المهمش، تحت حماية الوردة. كان هذا الطاغي الصغير لا يجد كبير عناء، أو حرج حتى في نزع بلغته ورميها في وجه من يعارضه. فخورًا كان أن بلغته الصفراء تأتيه لغاية قدميه بعد أن يأتي فعلته.
في دوارنا ذاك جاء الاتحاد ليتغنى به الصغار قبل الكبار، اجتهدنا وفشلنا تحت وابل العنف الانتخابي الرهيب، ولكل مجتهد نصيب وكان نصيبا في تلك البقاع المنسية أن تنفس الناس حريتهم، ووضعوا مطالبهم دون خوف.
لا تنقص اليوم هذه الحاجة للاتحاد، لحزب رهن الملك الراحل الحسن الثاني تواجده في الحكومة بتفادي سكتة قلبية للبلاد. حاجة تتلمس وجودها وآنيتها لشجاعة لا يملكها غير الاتحاد، فقد عاد أهل البلد لتملس حريتهم مجددًا، بعد أن ضمن الاتحاد، ويا ليث الأيام لا تنسى، قليلا من مطالب المغاربة دون دعاية انتخابية زائفة، يا ليث الأيام تحفظ للاتحاد برنامجا مثيلا لكهربة العالم القروي، يا ليث الأيام تحفظ صمت الاتحاد في سياسة تملك سكن، يا ليث الأيام تحفظ للاتحاد شغفه في رفاه المغاربة بتيسير الحصول على ثلاجة وتلفاز، يا ليث الأيام تحفظ الاتحاد عفته عن ذكر أمجاده.
تلك حاجات قضاها الاتحاد ويا ليثكم تسألون الملك المجيد الحسن الثاني عن السيرات الذاتية التي قدمت له لتولي حقيبة المالية، يا ليثكم تسألون.
سنحمل الاتحاد الاشتراكي للقوات،اليوم مسؤولية أخرى، سنحمل الحزب المنهك تحت الصفعات أن يحمل همنا، وأن يحمل مطالبنا بعدالة اجتماعية وفردية، وهو على ذلك قدير.
يا أيها الاتحاد نحن منهكون أكثر منك فقد تعبنا من طلب حرية أجسادنا، وحرية تفكيرنا، وحرية رأينا، وقد قدرت في ماضي الأيام أن لا يصفع تافه رجلا بحذائه ويأتيه به صاغرا أمام القوم.
أيها الاتحاد العتيد نحن في حاجة لمحارب، لا تغويه المناصب، ليحمل هذا الهم، وقد فشل يساريو الأطماع في ذلك.
أيها الاتحاد لقد عم نور الكهرباء البقاع ونحتاج اليوم لنور آخر، نحن طماعون، أنانيون، وعليك أن تنسى خلافات المقر والجهات، والفروع لتتفرغ لنا، نحن بحاجة للاتحاد، هل تنسى ذلك لأجلنا.
أيها الاتحاد العتيد، نحن لحاجة لك فقم، ونحن معك صغارنا قبل كبارنا……… قم يا اتحادي قم يا أيها الشقي.
عذراً التعليقات مغلقة