المعركة _ الرباط
بعد طول انتظار، أصدر المجلس الوطني لحقوق الإنسان تقريره حول “احتجاجات الحسيمة” وذلك يعدما تمت المصادقة عليه خلال جمعيته العامة الثانية.
و يهدف هذا التقرير، الذي تمت صياغته ما بين نونبر2019 ومارس 2020، وتوصل موقع القناة الثانية بنسخة منه إلى تقديم قراءة حقوقية لما جرى خلال الاثنى عشر شهرًا من الاحتجاجات التي عرفها إقليم الحسيمة.
وجاء في التقرير:” لن يكون من باب المبالغة أو الخطأ القول أن احتجاجات الحسيمة، والتي جاءت في سياق فريد، يتجلى في الصعوبات التي واجهتها عملية تشكيل الحكومة، قد مثلت حدثًا استثنائيًا في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية للمغرب الحديث؛ سواء من خلال مدتها أو حجمها أو انعكاساتها. لكن يعتبر المجلس ان احتجاجات الحسيمة، تميزت قبل كل شيء، بمحتوى تعبيراتها البارزة”.
يتطرق المجلس بمناسبة هذا التقرير وبطريقة مفصلة، إلى ادعاءات التعذيب وسوء المعاملة التي أثيرت في هذا الملف الذي شهد العديد من التحولات والاهتزازات، وقد حرص المجلس على الكشف عن مجموع المعلومات التي يتوفر عليها بهذا الخصوص كما يعالج هذا التقرير العديد من القضايا التي لم يسبق التطرق إليها من قبل، والتي تشمل تحليل الأخبار المضللة أو الزائفة «fake news ».
العنف والرشق بالحجارة
كشف تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن أعمال العنف بدأت بعد أول محاولة اعتصام بنصب الخيام بساحة محمد الخامس حيث خلف تفريقها إصابات مختلفة. وبعد ذلك توالت أعمال العنف التي استعمل فيها الرشق بالحجارة والمقالع وإضرام النار أحيانا.
وقال التقرير إن أعمال العتف غالبا ما كانت تحدث نتيجة لرفض تنفيذ نداءات تفريق التجمهرات، وأحيانا بعد الرشق بالحجارة مضيفا أنه في الكثير من الأحيان كان المحتجون الملثمون هم الذين يبادرون إلى استعمال العنف كما أنه في الكثير من الأحيان كانت أعمال العنف تخلف إصابات في صفوف القوات العمومية.
وتابع التقرير:”في إحدى الاحتجاجات انسحبت النساء من مقدمة الاحتجاج، ليتركن مكانهن للملثمين الذين بادروا بالرشق بالحجارة و كانت اعمال العنف تنتهي بإصابات متفاوتة وكانت تتخللها توقيفات واعتقالات، بما في ذلك إيقاف القاصرين و عرفت مظاهرات التلاميذ بكل من امزورن وبني بوعياش وبوكيدارن ومنطقة بوسلامة مواجهات عنيفة، أدت إلى إصابات واعتقالات (خلال شهر فبراير).
ووفق ماجاء في التقرير ذاته” حاصر محتجون مروحية تقل وزراء ومسؤولين بمنطقة إساكن، ومنعوها من الإقلاع ورشقوها بالحجارة؛ والملاحظ أنه في شهر يونيو توالت الوقفات والاحتجاجات بشكل يومي تقريبا. كما تميز شهر يوليوز بتصعيد الاحتجاجات وتعدد المبادرات الحكومية والمدنية”.
العنف الحاد
قال تقريرىمجلس بوعياش إنه:”إضافة إلى الأضرار الناتجة عن الرشق بالحجارة دون تماس أو ما يقارب التماس، بين المحتجين والقوات العمومية، شهدت احتجاجات الحسيمة أعمالا عنف حاد، خصوصا في حالات التماس.
ويمكن تقسيم حالات العنف الحاد وفق التقرير بين تلك التي نتجت عن المواجهة بين المحتجين والقوات العمومية وتلك التي نتجت عن هجوم مفاجئ على رجال القوات العمومية، دون سياق الاحتجاج.
ووتابع التقرير:”سجلت أعمال العنف الحاد أكثر الإصابات خطورة وأكثر الخسائر تكلفة فعلى صعيد الإصابات أدت إلى العجز الدائم عند بعض رجال القوات العمومية وعلى الصعيد النفسي والاجتماعي شكلت أعمال العنف الحاد صدمات عميقة ووسمت العلاقات الاجتماعية بشكل مزمن أحيانا”.
عذراً التعليقات مغلقة