لماذا الحزب بمرجعية أمازيغية؟
بقلم: عبدالله بوشطارت
الحركة الأمازيغية بالمغرب مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالعمل على تكثيف الجهود لبناء تنظيم سياسي يحمل مشروعا مجتمعيا كاملا ومتكاملا، بمرجعية أمازيغية، لتساهم في حماية المكتسبات وتحصينا لهوية المغرب ودفاعا عن الوجود والكرامة، وذلك، للحيثيات التالية:
– تصاعد المد القومي والإسلاموي، المتطرف والمتشدد، الذي يهدد كل المكتسبات التي حققها المغرب في تدبير التعدد اللغوي والثقافي، سيما بعض المطالب اللغوية والثقافية الأمازيغية؛
– تنامي خطاب عنصري تمييزي، يستغل بعض السياقات الدولية والإقليمية، لشيطنة الخطاب الامازيغي ووصفه بأوصاف خطيرة تكريسا للعزلة والتمييز، مثل الانفصال والعرقية و”الصهيونية”…
– فشل الأحزاب في استيعاب المطالب الأمازيغية والدفاع عنها، وعدم قدرتها على تنفيذ التزاماتها الانتخابية تجاه مأسسة فعلية حقيقية للأمازيغية بسبب غياب إرادة سياسية حقيقية، آخرها الاحزاب التي تتزعم الأغلبية الحكومية الحالية، والتي تأكد فعليا، أنها لا تختلف عن أحزاب القومية العربية والإسلاموية؛
– استخفاف الحكومة بالامازيغية وحقوقها في المراسيم والقوانين والتشريعات، لاسيما تراجع وجمود مكانة الأمازيغية في مشروع الميزانية لكل سنة مالية جديدة، مثل سنة 2024 حيث تتذيل الأمازيغية وحقوقها، ميزانية الدولة، كقضية مهملة غير مفكر فيها نهائيا؛
– تطور الخطاب الأمازيغية، الذي لم يعد مقتصرا على المطالب اللغوية والثقافية الصرفة، فقد أصبحت الأمازيغية تعني الكرامة والعدالة الاجتماعية والمجالية، والحريات.. حيث تم استيعاب الكثير من القضايا، كحقوق الأرض والحق في الثروات والموارد، وقضايا اقتصادية واجتماعية، كالأسرة والصحة والتعليم والتشغيل والحقوق البيئية وغيرها؛
– التحولات الجيوستراتيجية التي تعيشها الامازيغية على خريطة شمال إفريقيا والصحراء والساحل، كقضية ازواد، وأزمة امازيغ النيجر، ومستجدات أمازيغ ليبيا، وأمازيغ الجزائر وحكومة القبايل في المنفى، وانتظارات امازيغ موريتانيا ثم دينامية امازيغ كناريا …كل هذا يطرح أسئلة حارقة حول الوزن السياسي لأمازيغ المغرب وأدوارهم الاستراتيجية؛
– تطورات قضية الصحراء، بعد تحول البوليساريو إلى تنظيم ارهابي يهدد الاستقرار في الجنوب ومناطق الحدود، وامتدادات ورهانات دول وتنظيمات قومية ودينية، تسعى إلى جعل الأقاليم الجنوبية المغربية، منطقة توثر خدمة لأجندات أجنبية..
أمام كل هذه الحيثيات وأخرى، على الحركة الأمازيغية الانتقال، بسرعة وجدية إلى ترصيد المجهود التفكيري والتنظيمي، وتوحيد القوى لبناء تنظيم سياسي، وتشكيل قوة سياسية كبيرة تساهم في البناء والقرار لمواجهة التحديات المقبلة…
عذراً التعليقات مغلقة