بوكوس: التحولات المجتمعية تفرض نهاية نموذج المثقف السلفي والحداثي

16 فبراير 2020
بوكوس: التحولات المجتمعية تفرض نهاية نموذج المثقف السلفي والحداثي

المعركة _ وكالات

قال المفكر والأكاديمي المغربي أحمد بوكوس، إن التحولات الجذرية التي تعرفها مجتمعاتنا، تفرض نهاية نموذج المثقف السلفي أو الحداثي، مشيرا أن “الجيل الجديد لا يقرأ المختار السوسي أو الجابري أو العروي، بالنظر للتغيرات المجتمعية والرقمية”.

وأبرز بوكوس خلال لقاء على هامش المعرض الدولي للكتاب والنشر بالعاصمة الاقتصادية، أن هناك اليوم نماذج جديدة من المثقفين الحاضرين على المنصات الرقمية، والذين يتابعون باهتمام كبير من طرف الجيل الجديد، كالكاتب الإسرائيلي يوفال نوح حراري الذي تحقق كتبه وفيديوهاته إقبالا عالميا كبيرا، ونفس الأمر بالنسبة للمحاضر الجزائري إدريس أبركان.

وأكد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن أسئلة أساسية تطرح اليوم حول المعرفة، من حيث علاقتها بالنسق واللغة والثقافة وأيضا المنهج المتبع، كاشفا أن هناك علاقة وثيقة بين اللغة والثقافة، رغم مساعي البعض التفريق بينهما، مؤكدا أن اللغة ليست مجرد وسيلة بل ترتبط بالذات والهوية.

وأبرز المتحدث أن سؤال الهوية والثقافة في المغرب محوري وليس نظريا، لأن للجواب عليه تداعيات على المستوى الإيديولوجي والسياسي، بسبب الصراع بين المدافعين عن القضية الأمازيغية ومتبني الطرح العربي، معتبرا أن الصالح العام يفرض الهدنة والنظر إلى الهوية المغربين من الجانبين العربي والأمازيغي.

وأوضح بوكوس أن هذا الصدام اختفى خلال السنوات الأخيرة، بعد أن وضع الفصل 5 من الدستور حدّا له، حيث نص على كون العربية اللغة الرسمية للدولة، وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها، وتنمية استعمالها، ونفس الأمر بالنسبة للأمازيغية، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة، بدون استثناء.

في سياق متصل، انتقد بوكوس، المثقف “الذي ينظر إلى نفسه متفوقا على باقي النخب الأحرى التي تتعايش معه، والذي ينتزع صفة البحث والاستقلالية عن أي مثقف له إسهام في مؤسسة من مؤسسات الدولة”، كاشفا أن هذا اعترضه في مسيرته خلال اشتغاله لدى مؤسسات منتجة للثقافة.

وطرح بوكوس سؤال النجاعة لدى الباحثين الذين يعملون ويقتاتون من ميزانية الدولة، خلال اشتغالهم لفائدتها في الإدارات والمديريات، متسائلا عن الفائدة من عمله إن لم يكن بحثه يوظف لتغيير الأوضاع والإجابة عن الأسئلة الاجتماعية والاقتصادية، “خصوصا أم التحديات التي تطرحها العولمة، التي يراها العديد من الباحثين، غولا خطيرا محدقا بالثقافات والهويات”، على حد تعبيره.

وفي جوابه على سؤال، حول أسباب انتقاله إلى عالم الكتابة الإبداعية، بعد صدور روايته الأولى “Rhapsodies de Tanit la captive”، أو “الملاحم الشعرية للأسيرة تانِيت”، التي فازت بجائزة الأطلس الكبير، قال إنه “تطفل وقرع باب الرواية بعد أن تعب من البحث اللساني”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق