جواد شفيق عضو المكتب السياسي للاتحاد الإشتراكي: المجلس الجماعي للبيجيدي دمر فاس.. والإتحاد لم يكن وحده في الساحة بل كان وحيدا في مواجهة لصوص الديمقراطية.. ووحدة اليسار ضرورية لوقف زحف الرجعية والظلامية والعدمية (الحوار)

28 يناير 2021
جواد شفيق عضو المكتب السياسي للاتحاد الإشتراكي: المجلس الجماعي للبيجيدي دمر فاس.. والإتحاد لم يكن وحده في الساحة بل كان وحيدا في مواجهة لصوص الديمقراطية.. ووحدة اليسار ضرورية لوقف زحف الرجعية والظلامية والعدمية (الحوار)

المعركة

جواد شفيق قيادي عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، تدرج في تنظيمات، رجل عصامي، عرف بنضاله المستميت وصوته الذي كان يعلو في حلقيات ساحة جامعة سيدي محمد بن عبد الله “ظهر المهراز” بفاس.

جواد شفيق الكاتب الإقليمي لحزب بوعبيد بفاس استطاع لم شمل الاتحاديين بهذه المدينة التي كانت قلعة الاتحاديين، في حواره مع جريدة المعركة تطرق القيادي الإتحادي للوضع التدبيري الجماعي بفاس، ووحدة اليسار ومواضيع سياسية. الحوار كاملا:

1- من يكون جواد شفيق؟

جواد شفيق / من مواليد مدينة تازة 28 مارس 1967 . من أب رجل تعليم اتحادي و هو ما جعل الطفل جواد يفتح عينيه وسط بيئة اتحادية خالصة ، فتطور الانتماء من العمل الجمعوي بداية( المخيمات الصيفية ، ارتياد دار الشباب بشكل منتظم ) ، ثم بداية زيارة مقر الحزب ، فالالتحاق بالقطاع التلاميذي للشبيبة الاتحادية بمدينة صفرو …لتنطلق بذلك رحلة قاربت اليوم الأربعين سنة. تدرجت في كل المسؤوليات في الشبيبة و الحزب ، في الشبيبة كاتب فرع ثم كاتب إقليمي و عضو اللجنة المركزية واللجنة الوطنية للقطاع الطلابي ، حضرت كل مؤتمرات الشبيبة منذ مجلسها الوطني الثاني 1983 إلى مؤتمر الأمل 2001 . حزبيا : تدرجت في مسؤوليات عديدة بصفرو و فاس ، ثم انتخبت في المؤتمر الوطني السادس للحزب2001 كأصغر عضو باللجنة الإدارية( لم يكن الحزب قد قرر كوطا الشباب) ، و استمرت عضويتي بذات الجهاز إلى اليوم ، أتحمل اليوم مسؤولية كاتب إقليمي للحزب بفاس و عضو بالمكتب السياسي للحزب .مثلت الحزب بكثير من المنتديات و الملتقيات الدولية ( الصين ، جنوب إفريقيا ، الأردن ، تونس …) ، و أتحمل مسؤولية عضو السكرتارية الدائمة للمنتدى الاجتماعي الديمقراطي بالعالم العربي . تابعت دراستي الجامعية بظهر المهراز بفاس وعايشت مرحلة مهمة من النضال الطلابي ، كانت موسومة بضياع فرص كبيرة على الطلبة لتنظيم أنفسهم و استرجاع تنظيمهم ، و بالدخول المدوي والدموي للتيارات الإسلاموية الى الجامعة كفصائل طلابية. بدأت مساري المهني كموظف جماعي بفاس ، و بعد تجارب جد غنية كمستشار بدوايين وزارية و برلمانية، أنا الآن أشتغل كإطار بمجلس المستشارين. متزوج و أب لأربعة بنات.

2 _ دينامية كبيرة تعرفها الهياكل الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي بفاس في عهدكم كمنسق إقليمي، هل هناك نية لاستعادة فاس الاتحادية؟

و لم لا ؟ لاشي ينقص الاتحاديين والاتحاديات لكي ينافسوا ورأسهم مرفوع ( إذا ضمنت تعديلات منظومة القوانين الانتخابية محاربة فعلية وتجفيفا عمليا لبؤر الفساد الانتخابي وليس قشوره فقط: استعمال المشترك الديني، ما يسمى بالإحسان، المال الوسخ ، …) . إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية جزء معتبر من الذاكرة السياسية لفاس منذ أول استحقاقات دستورية وجماعية وتشريعية ومهنية عرفتها بلادنا في مطلع ستينيات القرن الماضي، وقد كان لنا دائما شرف التدبير الجماعي والتمثيل البرلماني والترافع السياسي والنقابي والحقوقي والإعلامي، ويحق لنا أن نفخر بما قدمناه لأهل فاس وما أنجزناه على أرضها، وكان لنا و ما يزال رصيد هائل من الكفاءات والأطر والمناضلين النزهاء من تخصصات وقطاعات وتكوينات متنوعة، ثم إن فاس تعيش أسوأ أيامها وأحلك أوضاعها منذ وصول المجلس الجماعي البيجيدي لتدمير عوض تدبير شؤونها( وهذا هو الشيء الوحيد الذي نجحوا فيه بامتياز) وجدران ودروب وبنيات وتجهيزات وساكنة المدينة وزائروها وعشاقها ومختلف فاعليها ..كل هؤلاء بعد خمس سنوات عجاف chaotiques، أصبحوا لا يطيقون استمرار تدمير مدينتهم، وهناك تعبيرات غاضبة متصاعدة … هذه الاعتبارات الموضوعية وغيرها كثير مما تركناه ينضج على نار هادئة باشتغالنا عليه لزمن غير يسير يمتد على الأقل إلى آخر إخفاق انتخابي لنا …كان لازما علينا تحويلها إلى محركات للمضي نحو وضع سياسي أفضل لنا ، في أفق وضع انتخابي أحسن ….من هنا هذه الدينامية الحزبية. و لقد سعدت كثيرا ، بعد كل لقاء عقدناه مع مناضلي و مواطني كل الفروع / المقاطعات ، و القطاعات و التنظيمات الحزبية ، وكان باعثا على التفاؤل أن يحضر هذه اللقاءات مئات المناضلين الاتحاديين من مختلف الأجيال، وإخوان و أخوات لم تطأ أقدامهم مقرات الحزب منذ سنوات، وعشرات الطاقات الجديدة التي جذبتها ديناميتنا التنظيمية و الإشعاعية وحضورنا في الساحة الإعلامية و في قلب مختلف الديناميات الاحتجاجية الموضوعية ، وجاءت لتعبر لنا عن هذه الحاجة المتزايدة لعودة الاتحاد الاشتراكي إلى إشعاعه و حضوره ومواقعه. إننا واعون جدا بتحولات مجتمعنا السوسيولوجية و تحولات العملية الانتخابية وتشوهات الحياة الحزبية و السياسية …مما يصعب معه كل عمل سياسي تطوعي نبيل ، مبني على البرامج و الأفكار و المناضلين …ومع ذلك فإن رسالتي إلى كل المناضلين تتلخص في كون الفرقة هي هدر و تشتيت للطاقات و الوقت والفرص ، و لا أحد استفاد منها أو يمكن أن يستفيد منها يوما ما .. و لذلك فالوحدة وتجميع أقصى ما يمكننا من مكونات و موارد الآلة الحزبية الضخمة ، مع الانفتاح على خيرة ما يزخر به المجتمع الفاسي الشديد الغنى و التنوع ونسج الشراكات المثمرة مع كل من يقاسمنا قلقنا إزاء فاس و ساكنة فاس ..هو قدرنا و سبيلنا الأوحد لاسترجاع مكانة حزبنا المستحقة.

3 _ كعضو للمكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي كيف تقيمون الحصيلة السياسية لحزبكم من داخل الأغلبية الحكومية ؟

بالرجوع إلى بيانات و بلاغات المجلس الوطني والمكتب السياسي للحزب منذ مشاركتنا في حكومتي سعد الدين العثماني، كانت هناك دائما فقرات لتدقيق معنى مشاركتنا ، وفقرات أخرى لتثمين و دعم أداء من يمثلونا. نظافة اليد ، الدينامية و الفعالية ، الابتكار ، الإنصات و التواضع و التشارك هذه في تقديري صفات المسؤول عن تدبير شؤون شعب …و أعتقدها قد توفرت في ممثلي الاتحاد الاشتراكي…و لابد أن أثرها السياسي سيكون إيجابي على الحزب.

4 _ يعاب على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تخليه عن عائلته اليسارية ، أين يمكن أن نموقع الاتحاد اليوم ؟

لأن جوهر رسالة الاتحاد إنسية فستظل الحاجة قائمة إلى القيم و المثل و الاختيارات التي يزخر بها هذا الجوهر الثابت ، و كيف للاتحاد أن يغير معطفه أو موقعه و قد أكدت أزمة كورونا، بما هي آخر اختبار جد قاس تجتازه البشرية اليوم ، الحاجة الدائمة للأسس و المثل الفضلى للاشتراكية الديمقراطية ، سياسة واقتصادا وثقافة و تربية …و بالنسبة لمجتمع وشعب كمجتمعنا لم يحقق بعد مبتغاه و رفاهه وعدالته في الديمقرطية و التنمية و الحرية والعدالة الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية والمجالية، وبه تفاوتات صارخة ، فإن الدولة وحدها من تمتلك إمكانيات التدخل للضبط والتوجيه والعقلنة و الترشيد و تقليص التفاوتات Etat régulateur, و نحن من دعاة استمرار الدولة في لعب مزيد من أدوارها ، و نحن أيضا من دعاة العناية الكبيرة بالمرفق العام تعليما وصحة وبنيات تحتية و خدمات أساسية وترفيه ،حتى لا يترك المواطن فريسة لأنياب حيتان القطاع الخاص التي تفرم الإنسان و لا ترحمه. والمسألة الاجتماعية كانت و ستظل من صميم هويتنا الاشتراكية الديمقراطية وأحد محركات نضالنا، ، ولربما لاحظتم أن الجميع قد التحق بركبنا في هذا الباب و صارت المسألة الاجتماعية قضية دولة . و اقتصاديا و بكثير من الاستباقية دافع الاتحاد عن الاقتصاد المختلط و الاقتصاد التضامني ، و في المسألة الديمقراطية والمؤسساتية و السياسية و الدستورية والحقوقية و الثقافية و النسائية فقد كنا روادا، تضحيات و مكتسبات ، و حتى تمثيليتنا الحالية تجعلنا في طليعة قوى اليسار و بفارق كبير، وأما في المسألة الوطنية ، فقد بنينا مدرسة في الوطنية التقدمية الديمقراطية المنفتحة حتى في أحلك ظروف كفاحنا… لقد انمحت أحزاب كثيرة شبيهة بالاتحاد ، ولدت مع ، قبل أو بعد الاتحاد، وأنتم تعرفون بأن الاتحاد قد تعرض لمحاولات محو كثيرة و بأساليب عنيفة ، و تعرفون أيضا بأننا قلنا بالديمقراطية وناضلنا من أجلها في ظل مناخ و سياق و جغرافية مناوئين للديمقراطية، ولعلكم تعرفون بأننا لم نكن وحدنا في الساحة بقدر ما كنا لوحدنا في مواجهة مركبات مصالح ولصوص الديمقراطية ، و أنتم تدركون بطبيعة الحال بأن نظامنا الدستوري المؤسساتي والسياسي به مكونات مركزية أخرى غير الأحزاب هي شريك أساسي في كل تغيير .. وهو ما جعل من التشارك عوض التنازع محركا أساسيا للإصلاح ببلادنا، و قد اختار الاتحاد الاشتراكي ككل الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في العالم هذا النهج.. و هو مبعث فخر كبير لنا بالنظر لإسهاماتنا المعتبرة فيما حققته بلادنا و شعبنا على الدرب الطويل للديمقراطية والتنمية. وبعد كل هذا ، و بالنظر لما طرأ و يطرأ من تراجع للاشتراكيين واليساريين عموما عبر العالم، من تراه غير مواقعه و تخلى عن يساريته واشتراكيته؟ نحن أم أصحاب الثورة الجالسة؟(مقولة لأحمد حرزني في نقد من هاجموه من رفاقه ذات لحظة إنصاف و مصالحة ) . نحن أم أصحاب الغيفاريات المتكلسة الشعاراتية التي لا أثر لها في المجتمع ؟ نحن الذين جربنا الكفاح بالسلاح ثم التدرج في الإصلاح ، مراعين “التأخر التاريخي ” بتعبير الأستاذ العروي و مقدرين التطور الحضاري و تراكم الوعي الجماعي…أم القابعين في الغرف الإيديولوجية المغلقة التي تعلم الكسل و الخمول و الاستكانة الأرثدودوكسية إلى المسلمات ؟ نحن الذين لم نتعب من دعوات و محاولات التجميع رغم فداحة ما تعرضنا له من تمزيق ، أم الذين باسم اليسار جعلوا من قتل الاتحاد معبرا ضروريا لبناء يسار آخر ( وهمي )، و هو ما يجعلنا أمام حالات نفسية أكثر منها سياسية( أوديب ) ؟ نحن الذين نتموقع عاليا لوحدنا من بين مكونات اليسار المغربي في مكانة مرموقة داخل كبرى المنتديات الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية ، والديمقراطية الاجتماعية قاريا و عربيا و كونيا مرافعين عن القيم الإنسية و عن المصالح العليا لبلادنا …أم الأندية التي لا حقيبة ديبلوماسية لها و بعضها يسيئ بعلاقاته لوطنه ؟ اليسار وطنية ثم تقدمية و عقلانية و ليس ارتماء أعمى في أحضان العدمية و الظلامية …لاعتبارات سياسوية.. اليسار و هو فلسفة و أفكار لخدمة الإنسان/الشعب و الأوطان …و هو الموقع الطبيعي التقليدي و الدائم للاتحاد. و إذا كان اليسار غير هذا، فلنا يسارنا و لهم يسار.

5 _ ماذا عن وحدة اليسار، هل ضمن أجندتكم أم فقط خطاب موجه للاستهلاك السياسي ؟

الاتحاد الاشتراكي له ما يكفي من المناعة والثقة في النفس و الخبرة و الرصيد ليستمر في الدعوة و العمل من أجل عمل يساري مشترك ما لم تنضج بعد شروط و ظروف التنظيم المشترك . لقد كانت للاتحاد تجارب ناجحة في الإدماج العقلاني لقوى يسارية في البيت الاتحادي الكبير (الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الحزب العمالي ، الحزب الاشتراكي…) ..و قد كانت الاحتفالية الكبرى بالذكرى الستين لميلاد الاتحاد بمسرح محمد الخامس لحظة لالتحاق و عودة كثير من الفعاليات اليسارية في تجسيد عملي لمشروع المصالحة و الانفتاح و مازالت هذه الدينامية مستمرة ، و قبل ذلك ، نظم الاتحاد الاشتراكي ندوة وطنية حول تطور و واقع و أفق اليسار المغربي ، حضرتها كل قيادات و أحزاب اليسار باستثناء سيدة عدمت حتى لباقة الاعتذار( نشرت أشغال الندوة بمجلة المشروع ) .. إن قضية التجميع في أفق التوحيد بالنسبة للاتحاد أفعال ومبادرات ، و أقله تقليل للخصومات وتقريب للمسافات ..و هناك بوابات أساسية من شأنها تيسير بلوغ هذا المبتغى(وحدة العمل النقابي والثقافي ، و الجمعوي و الطلابي ، …) . والاتحاد الاشتراكي بما هو مؤسس مركزي لليسار المغربي سيظل منشغلا بلم الشتات اليساري ، ليس لأن ذلك من صميم قناعاته فقط ، بل لأن العمل ولم لا التنظيم المشترك أصبح حاجة مجتمعية و حتى “دولتية” حيوية و ضرورة سياسية وثقافية لوقف زحف الرجعية و الظلامية والعدمية ولمواجهة الاختيارات الليبرالية المتوحشة السياسية والاقتصادية التي زجت فيها البلاد على مدى سنوات “حكم” العدالة و التنمية. وأخيرا لا بد من الإقرار الجماعي بأن اليسار هو تقاسم وتشارك وإنصات و تواضع و إقرا بحجم و مكانة كل مكون ….و أما النرجسيات و الأنانيات فهي من صميم الباتولوجية النفسية ولا رابط يربطها بالعملية السياسية…

6 _ كيف تنظرون لمستقبل الاتحاد الاشتراكي في ظل الدينامية التي يشهدها المشهد السياسي الوطني في أفق الانتخابات المقبلة؟

لقد كان لما أطلق عليه الاتحاد الاشتراكي “القطبية المصطنعة” الأثر السيء على المعنى العميق للتعددية ، و على المسار الديمقراطي ، وعلى العملية السياسية برمتها…مما زعزع عرش الثقة بقوة. و قد لاحظنا بأن القوى التي ضحت وكافحت تنظيرا و تنظيما و فعلا من أجل الديمقراطية و في مقدمتها الاتحاد الاشتراكي هي من تضررت من التحول البشع للعملية الانتخابية التي اختصرت إلى مال وسخ سائب يتبارى تجار الدين و تجار السياسة على نثره على “عينيك أبن عدي ” .هذه البشاعة لم يتمكن الاتحاد الاشتراكي الذي كان منهكا داخليا، و مستهدفا بقوة خارجيا أن يحد من مدها الزاحف / الزائف. و مع ذلك فقد استطاع و بنتائج 2015 و 2016 أن يحافظ على ريادته لقوى اليسار تمثيلا و حضورا سياسيا وإعلاميا و ميدانيا ، و كان لزاما أن تبادر قيادته بعد قراءتها لتفاصيل هذه المرحلة إلى إطلاق دينامية الاستعداد لما يستقبل ، من هنا مبادرة المصالحة و الانفتاح أعطت و مازالت تعطي أكلها، و انعقاد المجالس الجهوية و دورة المجلس الوطني ل 19 دجنبر 2020 ، و عشرات وربما مئات اللقاءات و الاستقبالات التي تنظمها يوميا مختلف تنظيمات الحزب بدأ بكاتبنا الأول المرابط بالعرعار. هذا يهم اشتغالنا على ذاتنا . وأما في علاقتنا بالمشترك الدستوري ، مؤسسات وفرقاء ، و بمحيطنا المجتمعي ، و بالتطور و التراكم التدريجي الإيجابي ( و المؤكد أنه غير كافي بشهادة الجميع ) للعملية الديمقراطية والسياسية و التحديثية و التنموية خلال العشرين سنة الماضية بدفع كبير من المؤسسة الملكية، فإنه على الاتحاديين و هم يؤطرون المرحلة بشعار مركزي أقره مجلسهم الوطني الأخير : “من أجل تناوب جديد ذو أفق اجتماعي_ديمقراطي ” أن يرفعوا من منسوب المصالحة و الانفتاح والمبادرة ليكونوا على موعد آخر مع التاريخ الذي أكد (زمن الجائحة الرهيب) على حاجة البشرية جمعاء إلى قوى سياسية و اجتماعية و ثقافية اشتراكية ديمقراطية و ديمقراطية اجتماعية تعيد الإنسان إلى صدارة الاهتمام ، و تحاول الحد من التوحش الليبرالي و المنطق الأحادي للسوق ، وتعلي من شأن المسألة الاجتماعية ، و من ثقافة وفكر التنوير . و ما ينطبق هنا على البشرية جمعاء، لابد أنه يسري على بلدنا و شعبنا ، خاصة وأن تجربة العشر سنوات الأخيرة من تبوإ العدالة والتنمية مقاليد التدبير الحكومي قد كانت كارثية بكل المقاييس على مستوى الاختيارات “االفلسفية” والسياسات العمومية والإنجازات والممارسات….وحتى الفضائح. واليوم ونحن نقف على المكانة التي أعطتها عديد الخطب الملكية السامية الأخيرة للنموذج التنموي الجديد ، وللمسألة الاجتماعية ( الرعاية ، التغطية، دعم الشباب المقاول، العدالة المجالية….) ،،فإن الاتحاد الاشتراكي وهو يعتز بالتطابق التام بين اختيارات الدولة هذه واختياراته التاريخية الثابتة…فهو مدعو لاستجماع قواه و صقل مشروعه وتحضير نفسه لتحسين موقعه في مشهد ما بعد استحقاقات 2021 ، ليستمر في لعب دوره كشريك من حيث مساهمته في بناء مغرب المستقبل، مغرب حسم الوحدة الترابية ، مغرب ترسيخ الجهوية، مغرب النموذج التنموي الجديد ، مغرب أولوية المسألة الاجتماعية، مغرب التصنيع ،و التمدين و التحديث والتنوير والدمقرطة . مغرب الدولة القوية العادلة والمجتمع المتضامن. نحن إذن ، قيادة و قواعد و عاطفين وناصرين كلنا عمل و أمل على بلوغ هدفنا هذا …وأعتقد بأن لنا مقومات بلوغ ذلك.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق