ردا على الريسوني (ما قل ودل)
بقلم: ذ عبد النبي عيدودي
في مقالتكم 🙁 رضينا بالهم و الهم ما رضي بنا) قرأتها في دقيقتين .. و إن كان العنوان يوحي بانني أمام مقالة علمية تحتاج ساعة على الاقل لقراءتها .. لأنه من وحي عالم كبير من الحاج الريسوني .. لكنني صدمة لشحها الاصطلاحي و المنهجي .. صدمة حقا لغياب الرؤية الشرعية المستقبلة للقضية الفلسطينية من جهة .. ولا مقالته بسطت لنا القراءة التاريخية للقضية الفلسطينية في مضارعتها التاريخية حتى اليوم .. و لا هي أبرزت مواقف الأمة المغربية و أدوارها الطلائعية في الدفاع عن قضايا الأمة العربية الإسلامية و الإنسانية جمعاء.
فجاءت مقالته في ستة فقرات .. صغيرة في بناءها اللغوي و الاصطلاحية .. وفقيرة في دلالاتها و العلمية والمعرفية .. مشتت الأفكار على علتها .. و غير مترابطة في نبضها العام .. تفتقد لوحدة الفكرة .. فتارة اسرائيل .. و تارة البرليساريو.. و تارة اخرى لا شيء..
و لن يكون الرد عليه بكثرة الكلام .. بل سأقول له ما قل ودل:( تاريخنا كأمة عريقة يغيض الغير .. و عدد من الدول تسعى لزعزعت استقرارنا بخطابات مغلوطة .. للأسف مقالتكم تنهل من نفس الخطابات المغلوطة.. و علاقتنا كأمة اسلامية مع اليهود ضاربة في التاريخ و أنت أعلم بذلك -راجع تاريخ اليهود المغاربة للاستاذ كنبيب – ففي الوقت الذي أبادت فيه جميع الأديان اليهود كان الإسلام حاضنا لهم و المسلم متعايش معهم .. و التاريخ يشهد لملحمتهم الخالدة في التعايش مع المغاربة منذ المحرقة إلى اليوم ..
و يكفي أن أقول لك ولن تختلف معي :(أن اليهود الشعب الوحيد الذي أبادته جميع الحضارات لأنه الشعب الوحيد الذي حمل لواء التوحيد والحمد لله لأزيد من 5000 سنة ).
قول اليهود وليس الصهيونية .. و يجب أن نوضح للرأي العام الوطني و الدولي بين الصهيونية كحركة . و اليهودية كدين … وفي هذا الفصل أيضا نسائلكم عن موقفكم السياسي كحزب من فترة ترأس سعد الدين العثماني الحكومة و توقيعه الاتفاق الذي تنقضه انت اليوم دون أن تقرأه و تطلع على بنوده و تقوم بتحليلها سياسيا و اقتصاديا و أمنيا .. و كن واثق و انت رجل المقاصد .. أن ما قصده المغرب في هذه الإتفاقيات هو حفظ وحدة الأمة و الدفاع عن أمنها واستقرارها ضد من يستهدفها بالسلاح الاقتصادي و المالي و العسكرية ..
الفقيه العلامة الفهامة اعلم حفظكم الله .. لو قرأت قليلا في مسالك السياسيات الدولية والحكامة و الانظمة الدبلوماسية لقرأت الفاتحة عن مقالتك .. و اقتنعت بمقالتي .. التي حررتها من ايماننا بموعد الاخ لنا كأمة إسلامية (و إن عدتم عدنا..) و من إيماني الراسخ بأن الأمة المغربية أكبر مما قدمتها في مقالتك التي تنهل من خطابات الخصوم و مغالاطاتهم فقط..
الزم لتعلم .. و اعلم تلزم
عيدودي عبد النبي
مكة المكرمة
10 ذو الحجة 1444
28 يونيو 2023 م
عذراً التعليقات مغلقة