لشكر في رسالة لبيدرو سانشيز زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني: زيارتكم لسبتة المحتلة اختيار تصعيدي من حكومتكم

24 مايو 2021
لشكر في رسالة لبيدرو سانشيز زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني: زيارتكم لسبتة المحتلة اختيار تصعيدي من حكومتكم

المعركة

في رسالة له لزعيم الحزب الاشتراكي ورئيس الحكومة الإسبانية قال إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أراسلكم أن الحكومة الإسبانية اختارت التصعيد من خلال زيارة رئيس الحكومة لمدينة سبتة المحتلة ومن خلال نشر وحدات من الجيش الإسباني مما يشكل استعراضا مستفزا للقوة.

وسجل لشكر أيضا بكثير من الأسف التصرفات اللاإنسانية لقوات الاحتلال ضد المهاجرين، في خرق سافر لحقوق الإنسان والتزامات الاتحاد الأوربي فيما يخص ملف الهجرة، وذلك في الوقت الذي يبذل فيه المغرب جهودا جبارة على الصعيد القانوني والأمني والاقتصادي من أجل ضمان عيش كريم للمهاجرين المنحدرين من جنوب الصحراء بالمغرب مساهما بشكل كبير في التخفيف من حدة تدفق المهاجرين نحو أوربا.

وأضاف زعيم الاتحاديين أنه  تلقى باستغراب كبير موقف اللجنة الأوربية الذي تدعي من خلاله أن سبتة ومليلية هي جزء من الأراضي الأوربية، متجاهلة أنهما يقعان جغرافيا في القارة الأفريقية ويشكلان بقايا من التاريخ الإمبريالي والاستعماري المقيت لعدد من الدول الأوربية. وهكذا، فإن المغرب على غرار معظم الدول الأفريقية كان ضحية مؤامرات أوربية أدت إلى تقسيم أراضيه وقمع شعبه عن طريق ممارسات وحشية وصلت إلى حد استعمال الغازات السامة.
وأكد إدريس لشكر على أن الوقت قد حان لنقاش هادئ ورزين حول مستقبل هاتين المدينتين مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح الساكنة الإسبانية والمغربية المقيمتين بهما.

من جانب آخر،  ندد لشكر بالحملة الشرسة التي تشنها العديد من وسائل الإعلام الإسبانية ضد المغرب والمغاربة باستعمال عبارات عنصرية وقدحية التي تناقض مبادئ وأخلاقيات مهنة الصحافة. ويبدو أن هذه الحملة تشكل انعكاسا لمواقف الحكومة الإسبانية المتعلقة بصفة خاصة بملف الصحراء المغربية، والذي هو في الأصل نزاع مفتعل وحلقة من حلقات من مسلسل المؤامرات الهادفة إلى تقسيم وتطويق المغرب. وهو الأمر الذي تحقق بشكل أساسي في الدعم المالي والإعلامي للانفصاليين وخلق محور مدريد-الجزائر، وكان من آخر تجلياته تزوير هوية ضيفكم، زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، الذي دخل التراب الإسباني خلسة للتهرب من متابعة العدالة الإسبانية، في تحد سافر لمصالح وحقوق الضحايا الأوربيين الذين رفعوا دعاوى قضائية ضده.

وأكد لشكر على أن الحديث اليوم عن المسؤولية التاريخية أو الإدارية لإسبانيا على الأقاليم الصحراوية للمغرب ما هو إلا نوع من الحنين إلى الماضي الاستعماري البغيض والذي يتناقض مع القيام التي ندافع عنها كاشتراكيين ديمقراطيين. هل من الضروري التذكير بأن إسبانيا قد احتلت جزءا من شمال المغرب وسيدي إيفني وطرفاية والصحراء. وبعد استرجاع المغرب لهذه الأقاليم، الواحدة تلو الأخرى، فإن إسبانيا لم تدع يوما بأن لها مسؤولية تاريخية تجاه ساكنة هذه الأقاليم. متسائلا لماذا، إذن، تصر إسبانيا على المطالبة بوصايتها ومسؤوليتها تجاه ساكنة الأقاليم الصحراوية على وجه الخصوص، مع العلم أن العالم بأسره، ولاسيما الأمين العام للأمم المتحدة، يشهد بما تنعم به هذه الأقاليم من سلم وأمن وتطور؟. وبناء عليه نعتقد أن كل تلميح إلى مسؤولية أو وصاية إسبانيا على الأقاليم الصحراوية هو فعل عدائي تجاه الشعب المغرب بخصوص قضية مركزية. حتى على المستوى الدولي كذلك، المواقف تطورت بشكل كبير كما يتجلى من خلال الاعتراف بمغربية الصحراء من طرف الولايات المتحدة الأمريكية. هل من الضروري التذكير بأن أقاليم الصحراء أدرجت في اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار بالأمم المتحدة بمبادرة من المغرب من أجل إنهاء الاحتلال الإسباني.

واكد لشكر ان اليوم، نعيش إحدى أخطر الأزمات في العلاقات بين المغرب وإسبانيا. ومع ذلك، أظل متفائلا بخصوص مآل هذه الوضعية التي من شأنها أن تدفع بنا في اتجاه معالجة جدية وجذرية لعلاقاتنا.

وختم لشكر رسالته بمساعدتك بيدرو  بأن يعمل على إيقاف الحملات الممنهجة التي تستهدف المغرب وعلى بناء علاقات صداقة وحسن جوار مبنية على الوضوح والمسؤولية السياسية والأخلاقية من أجل أن يعم السلام والأمن والتعاون في المنطقة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق