المتتبع للشأن الحزبي المغربي أكاديميا كان أو مواطن عادي، لا يد يثيره الحال الذي أصبحت عليه الأحزاب المغربية، حالة ربما قد تعتبر شادة، لما تعيشه من واقع داخلي أقل ما يمكن أن يقال عنه وضع مزري بالنظر لحدة الصراعات الداخلية من جهة والصدامات فيما بينها من جهة ثانية، واقع يعبر عن البيروقراطية الداخلية والطابع المقاولاتي العائلي الذي يسيطر على قياداتها، وبذلك تكون بعيدة كل البعد عن عن الممارسة الديمقراطية التي قد تنجم عنها أحزاب قوية ذات قاعدة جماهيرية قادرة على تأطير الجماهير وتنزيل برامجها بعيدا عن منطق التأثيث داخل المشهد السياسي المغربي.
اليوم أصبحنا في حاجة لأحزاب قوية، ذات قيادات كاريزمية، أحزاب ديمقراطية لها قواعد جماهيرية تساهم في تأطير المواطن المغربي الذي أصبح معرضا لكل أشكال الإستقطاب كالتطرف بجميع أشكاله الدينية والعرقية، ومعرض للإستغلال السياسي من قبل بعض القوى الراديكالية التي ليس لها هم سوى زعزعة استقرار هذا البلد.
أحزابنا وعليها قياداتها يجب أن تستوعب التحديات والرهانات المطروحة أمامها، ومن خلالها على الشعب المغربي، سواء منها ما هو داخلي أو خارجي، وبالتالي فهي في حاجة ماسة إلى إعادة النظر في استراتيجية عملها عبر تعزيز الديمقراطية الداخلية، والنزول عند المواطن المغربي، والقيام بالدور المنوط بها المتمثل في الوساطة، أي التعبير عن هموم ومشاكل الشعب ورفعها للسلطة التي بدورها مطالبة بتنزيل الحلول عبر برامج وسياسات عمومية تجيب عن تساؤلات انتظارات المواطن.
فمتى ترفع العائلات الحزبية يدها عن الأحزاب المغربية ، وتفتح المجال أمام الممارسة الديمقراطية الداخلية الحقيقية وليس الشكلية التي تمارسها الآن، ممارسة ديمقراطية سليمة وحكامة جيدة تساهم في تداول النخب واستقطاب الكفاءات وتجيب عن انتظارات المواطن وتبني مستقبل البلاد؟؟
عذراً التعليقات مغلقة