هزيمة الأحزاب

13 سبتمبر 2024
هزيمة الأحزاب

المعركة

هزيمة الأحزاب

بقلم: حفيظ الزهري

ما شهده المشهد الحزبي المغربي من انتكاسة وتراجع كبير للتأثير في المجتمع المغربي يسائل الفاعل السياسي حول نوع العلاقة التي أصبحت تربطه بالمواطن المغربي، وهل أصبحت شبه منقطعة بين الطرفين أم أنها مجرد سحابة عابرة؟

أن تشارك أحزاب التحالف الحكومي بمرشح وحيد ولم تستطع حتى تجاوز 5000 صوت فهذا يعبر عن وجود خلل ما في المنظومة الحزبية التي فقدت وظيفتها التأطيرية رغم أموال الدعم العمومي الخاصة بهذا المجال، فإذا قمنا بعملية حسابية بسيطة ووزعنا 5000 صوت على الأحزاب الثلاثة سنجد ان كل حزب لم يتجاوز 1600 صوت!!!

الأحزاب الحكومية بوزرانها ونوابها وسماسرتها وحتى ببعض معارضتها فشلت في تقديم منتوج قادر على جلب المواطن إلى صناديق الإقتراع وأداء واجبه الوطني، رغم توفير كل الإمكانيات المادية واللوجستيكية الظاهرة والباطنة.

فهل أصبحنا أمام وعي سياسي رافض للعملية الإنتخابية أم رفض للوجوه الإنتخابية الحالية؟ أم هذا العزوف هو بمثابة تعبير عن رفض لسلوك سياسي ظل حبيس الماضي لم يتطور ويتلاءم مع طموحات المواطن المغربي الذي أصبحت أمامه أشكال مقارنة للديمقراطيات والممارسات الإنتخابية خاصة على المستوى الأوروبي.

أحزاب الأغلبية الحكومية وأحزاب المعارضة لم تستطع إقناع سوى 6% من الكتلة الناخبة بدائرة المحيط يعقوب المنصور بالرباط!!! نعم إنها دائرة الموت، موت الأحزاب السياسية المغربية التي أعلنت إفلاسها.

من هو الحزب القادر الآن على تأطير لقاء جماهيري وقناع المواطن ببرنامجه الإجتماعي والإقتصادي والسياسي؟

نحن في حاجة إلى أحزاب ديمقراطية تؤمن بتداول النخب واستقطابها، تؤمن بمصلحة الوطن والمواطن وليس مصلحة العائلة والمقربين، نحن في حاجة للقطيعة مع المقاولة العائلية الحزبية وفتح أبواب الأحزاب أمام المواطن باعتبارها مؤسسات وسائطية بين الحاكم والمحكوم وليس ملكية عائلية لخلق الثروة.

العزوف عن الممارسة الحزبية والإنتخابية هزم الأحزاب بأغلبيتها ومعارضتها، مما يفرض مساءلتها عن مآل الدعم العمومي؟ وأين الدراسات التي صرفت عليها ملايين الدراهم من الدعم العمومي؟

ويبقى السؤال المحير هو كيف استطاعت هذه الأحزاب بأغلبيتها ومعارضتها أن تقنع 6% من الكتلة الناخبة لصناديق الإقتراع ويوم خميس حيث كان المجلس الحكومي يعقد جلسته الأسبوعية؟ وماهي الوسائل التي استعملتها في الإقناع من مادية ولوجستيكية  ونحن لم نشاهد لا مهرجانات خطابية وحملات في الشوارع والأسرة ولا شعارات لا دجاج لا برقوق …. حبيبنا في الصندوق!!

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

    موافق